أوّل الكلام آخره:
- دخلت الاحتجاجات المناهضة للإغلاق واللقاحات في كندا الأسبوع الثاني، حيث أعلن عمدة أوتاوا حالة الطوارئ، قائلًا إن مدينته كانت تحت «حصار» الآلاف من سائقي الشاحنات والمتظاهرين الآخرين.
- كما هو الحال في كثير من الأحيان، تجاوزت الاحتجاجات دائرة مطالبها الأصليّة، وباتت تتناول مروحة واسعة من القضايا، والعديد منها مرتبط بالتطرف المناهض للدولة.
- حتى الآن، أبلغت الشرطة عن أكثر من 60 تحقيقًا جنائيًا نشطًا مرتبطًا بالاحتجاجات، في جرائم تشمل السرقة والإيذاء وإتلاف الممتلكات وجرائم الكراهية.
- قام بعض المتظاهرين الكنديين بمحاكاة السرديات المتعلقة بتمرد الكابيتول في 6 كانون الثاني (يناير) 2021 في الولايات المتحدة، كما أن العناصر اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة بدورها تبنّت خطاب الاحتجاجات في كندا، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.
مع دخول الاحتجاجات المناهضة للإغلاق واللقاحات في كندا الأسبوع الثاني، أعلن عمدة بلدية أوتاوا جيم واتسون حالة الطوارئ، قائلًا إن مدينته كانت تحت «حصار» الآلاف من سائقي الشاحنات وغيرهم من المتظاهرين المناهضين للدولة. وحذر العمدة من أنه ما لم تتم استعادة القانون والنظام على الفور، «فسوف يُقتل شخص ما أو يصاب بجروح خطيرة بسبب السلوك غير المسؤول» لبعض المتظاهرين. وقد ظهرت تقارير تفيد بتبوّل بعض المتظاهرين على النصب التذكارية للحرب، ورقص بعضهم على قبر الجندي المجهول، كما أن بعضهم رفع الشعارات النازية علانية، وأقدم على بعض السلوكيات الأخرى البذيئة والإجرامية مع استمرار الاحتجاجات. وقد تلاسن المتظاهرون مع العمال في ملجأ للمشردين حيث طالب المتظاهرون بوجبات مجانية، ويقال إنهم صرخوا على أحد حراس الأمن مستخدمين عبارات عنصرية. وقد أبلغ السكان عن مئات الحالات من المضايقات التي تعرضوا لها من المتظاهرين لا لشيء إلا لأنهم كانوا يرتدون الأقنعة الواقية، هذا فضلا عن الإزعاج الناجم عن ضوضاء أبواق الشاحنات والأبخرة الضارة الصادرة عنها. وقد أوقف السائقون شاحناتهم عند التقاطعات لمنع الحركة، وتركوا محركاتها في وضع الخمول ورفضوا عمومًا الامتثال للأوامر القانونية الصادرة عن الشرطة. وقد صف بعض السياسيين الكنديين الاحتجاجات بأنها «احتلال».
وقد امتدت الاحتجاجات إلى جميع أنحاء كندا، بما في ذلك تورنتو ومدينة كيبيك. واستهدفت قوافل الشاحنات عمدًا المجالس التشريعية الإقليمية في كولومبيا البريطانية وساسكاتشوان ومانيتوبا، حيث أغلقت التجمعات الكبيرة من الشاحنات الشوارع المزدحمة وأعاقت حركة المرور لساعات. وكما هو الحال في كثير من الأحيان، تجاوزت الاحتجاجات دائرة مطالبها الأصلية، وباتت تتناول مروحة واسعة من القضايا، والعديد منها مرتبط بالتطرف المناهض للدولة. وشهدت العديد من الاحتجاجات متظاهرين يلوحون بالأعلام الأمريكية، مما يشير إلى إحساس بالرابطة الحميمة التي تجمعهم مع المعارضين لإجراءات التطعيم والإغلاق في الولايات المتحدة. وقد أطلق بعض سائقي الشاحنات على الاحتجاجات اسم «قافلة الحرية». وأشارت خبيرة تمويل الإرهاب جيسيكا ديفيز إلى أن جزءا كبيرا من التمويل جاء من الجارة الجنوبية لكندا، مما يشير إلى مشاعر مشتركة مناهضة للدولة. وتشير بعض التقديرات إلى أن المحتجين قد جمعوا أكثر من 10 ملايين دولار من خلال منصات مختلفة، بما في ذلك منصة GoFundMe.
وقد أجبرت المتاجر في المناطق المتضررة على الإغلاق، مما زاد الطين بلة بالنسبة لتلك الشركات التي تحملت الكساد الذي سببه الوباء. ويبدو واضحًا أن بعض المتظاهرين يخططون للبقاء لفترة من الوقت، وإقامة حفر النار وشوايات الطعام في أجواء غريبة تشبه أجواء الكرنفال، تعرض فيها لافتات تندد بالسياسيين الكنديين ووسائل الإعلام وتدعو إلى جعل «الحرية [مقدّمةً] على الخوف»، بما يشبه الشعارات التي تطرحها الاحتجاجات المناهضة للدولة في الولايات المتحدة. وحتى الآن، أبلغت الشرطة عن أكثر من 60 تحقيقًا جنائيًا نشطًا مرتبطًا بالاحتجاجات، في جرائم تشمل السرقة والإيذاء وتدمير الممتلكات وجرائم الكراهية. وفي وينيبيغ، ألقي القبض على شخص بعد قيادته سيارته وسط مجموعة من المتظاهرين، مما أدى إلى إصابة أربعة.
وقد استبعد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الذي كان هدفًا متكررًا لعداء المحتجين، إشراك الجيش الكندي في التعامل معهم، واصفا إياهم بأنهم «أقلية هامشية». أما الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فقد وصف ترودو بأنه «مجنون يساري متطرف»، وأصدر بيانًا يوم الجمعة يدعم فيه المحتجين. كما أعرب صانع البودكاست المثير للجدل، جو روغان، ومؤسس شركة Tesla الملياردير إيلون ماسك عن دعمهما للاحتجاجات. ومثلما سعى المتظاهرون الكنديون إلى محاكاة بعض السرديات المتعلقة بتمرد الكابيتول في 6 كانون الثاني (يناير) 2021 في الولايات المتحدة، واصفين الحكومة الكندية بالاستبداد، فإن العناصر اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة قد تبنّت بدورها الاحتجاجات في كندا، مما أدى إلى تضخيمها على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام مثل Fox News. وكما توقع تقرير نشر مؤخرا لمركز صوفان، ستستمر أحداث 6 كانون الثاني (يناير) 2021 تمثل مصدر إلهام للمتطرفين اليمينيين في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا والعالم، على نحو قد يترك آثارا أيديولوجية ومالية وتشغيلية على شبكاتهم العابرة للحدود الوطنية.