أوّل الكلام آخره:
- على الرغم من وعود إيلون ماسك بتجديد تويتر، إلا أن قدرته على إحداث تغييرات جذرية قد تكون محدودة، بسبب القيود القانونية ومجموعة كاملة من العقبات الصعبة الأخرى.
- وقد أشار ماسك إلى أنه في ظل قيادته، سيفتح تويتر خوارزميات المصدر من أجل «زيادة الثقة» و«هزيمة روبوتات البريد العشوائي» و«المصادقة على جميع البشر»، على الرغم من أن تحويل هذا الشعار إلى حقيقة يمثل تحديًا هائلًا.
- كما سينظر ماسك في قرار تويتر حظر الرئيس السابق دونالد ترامب لانتهاكه قواعد السلوك الخاصة بالمنصة بسبب مشاركاته التي ألهمت تمرد 6 كانون الثاني (يناير) في الكابتال هول.
- يستخدم تويتر بشكل مختلف في البلدان المختلفة، وقد أصبح في بعض المناطق منصة للمستبدين الذين يقودون حملات التشهير، وينشرون الدعاية، ويضايقون الصحفيين والمنظمات غير الحكومية ونشطاء حقوق الإنسان.
في 25 نيسان (أبريل)، لم يبق أمام إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، سوى بعض الإجراءات الشكلية لتملك تويتر، عملاق وسائل التواصل الاجتماعي، في صفقة تبلغ قيمتها حوالي 44 مليار دولار. وفي حين أن آليات استحواذ ماسك على تويتر تستحق التدقيق، فإن الأهم من ذلك هو التحولات السياسية التي سيسعى ماسك إلى إجرائها، والتأثيرات المباشرة التي يمكن أن تحدثها هذه التحولات. وكان ماسك واضحًا جدًا في أنه يعتزم اتباع نهج الحرية المطلقة في الكلام عبر منصة تويتر، وعلق قائلًا: «حرية التعبير هي حجر الأساس لديمقراطية فاعلة، وتويتر هو ساحة المدينة الرقمية حيث تتم مناقشة الأمور الحيوية لمستقبل البشرية». ويمكن أن تنذر هذه الكلمات واحتضان ماسك لحرية التعبير المنصوص عليها في التعديل الدستوري الأول بالتغييرات المهمة في سياسات الإشراف على المحتوى في تويتر. على أن قدرة ماسك على إحداث تغييرات جذرية تبقى محدودة بسبب القيود القانونية وغيرها من العقبات. وظهرت تقارير موثوقة تفيد باحتمال انهيار الصفقة، ولا سيما بالنظر إلى التأثير السلبي الفوري على سهم تسلا.
وأشار ماسك إلى أن تويتر، تحت قيادته، سيعزز منتجه من خلال فتح مصادر خوارزمياته «لزيادة الثقة، وهزيمة روبوتات البريد العشوائي، والمصادقة على جميع البشر». على أن تحويل هذا الشعار إلى واقع أكثر صعوبة مما يبدو عليه الحال، ولكن إذا تمكن ماسك من تحقيقه، فمن المحتمل أن يكسب المعجبين عبر ألوان الطيف السياسي المختلفة. وفي حين أن انتشار المعلومات المضللة والمعلومات المضللة والمعلومات الخاطئة يُعزى بالتأكيد إلى استخدام الجهات الفاعلة، حكومية كانت أم غير حكومية، للروبوتات، يظل البشر هم المصدر الرئيسي للمعلومات الكاذبة. وقد تعد المصادقة على الحسابات البشرية كافة هدفًا جديرًا بالثناء، لكن التأثيرات الناتجة على خصوصية المستخدم وتقييم ما إذا كانت المصادقة ستعمل على تحسين الثقة حقًا تظل أسئلة مفتوحة. تكمن الصعوبة بالطبع في التفاصيل، مما يترك الكثيرين يتساءلون عن خطة ماسك العملية لتحقيق هدفه النبيل المتمثل في «فتح» الإمكانات الكاملة لتويتر. وأحد الافتراضات الشائعة هو أن ماسك سيزيل العديد من الحواجز والسياسات الهامة التي وضعها تويتر لتقييد تدفق المعلومات غير الصحيحة أو الخاطئة التي يتسبب فيها الإنسان. ولكن في حالة وقوع جملة من الحوادث في تتابع سريع على نحو يجعل تويتر يبدو بمثابة المنصة التي يسهل للمتطرفين والمستبدين استغلالها، فسيضطر ماسك إلى معالجة هذه المخاوف، أو المخاطرة بخسارة مبالغ كبيرة من المال، مع احتمال فتح نفسه والشركة أمام مشكلات قانونية جمة.
وقد كانت جهود تويتر لاحتواء انتشار نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة المتعلقة بـ QAnon مفيدة في النهاية في الحد من مدى انتشار رسالة QAnon. بالطبع، لم تتوقف رسائل QAnon تماما على أي منصة من منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية. ومع ذلك، فإن احتمال عودة المؤثرين في QAnon إلى تويتر سيؤدي حتما إلى انتشار المعلومات الخاطئة أو المضللة، ولكن الأخطر هو زيادة احتمالية استخدام تويتر وسيلة لتحريض المستخدمين على القيام بأعمال عنف في العالم الحقيقي. وتبرز أيضا المخاوف من عودة الفاعلين غير الحكوميين العنيفين، بما في ذلك الإرهابيون والمتطرفون، إلى تويتر مستفيدين من توسيع حدود حرية التعبير. وقد حذر الاتحاد الأوروبي بالفعل من أنه يجب على تويتر مراقبة المحتوى غير القانوني أو الضار، وإذا فشل في ذلك، فإنه يخاطر بالحظر. وستسمح إزالة حواجز الحماية هذه بزيادة الاستغراق في نشر المعلومات المضللة ونشر خطاب الكراهية. وسينظر ماسك أيضا في قرار تويتر حظر الرئيس السابق دونالد ترامب لانتهاكه قواعد السلوك الخاصة بالمنصة بسبب مشاركاته التي ألهمت تمرد 6 كانون الثاني (يناير) في الكابيتال هول. وقد تؤدي عودة ترامب إلى تويتر إلى تفاقم ثقافة الإنترنت السامة في الفترة التي تسبق انتخابات التجديد النصفي لعام 2022 والانتخابات الرئاسية لعام 2024. ولكن بينما تركز وسائل الإعلام بقلق شديد على ترامب، فإن عددًا لا يحصى من التحديات الأخرى يجب معالجتها أيضا.
ويُستخدم تويتر بأشكال مختلفة في البلدان المختلفة وله سجل حافل بكونه منصة للدول الاستبدادية مثل المملكة العربية السعودية تمكنها من رعاية حملات التشهير ضد المعارضة السياسية ونشر الدعاية ومضايقة الصحفيين والمنظمات غير الحكومية ونشطاء حقوق الإنسان. ونظرًا للانتشار العالمي الواسع الذي توفره منصة تويتر، فإن قدرة ماسك على إعادة تشكيل المنصة لدفع أجندته الخاصة وزيادة ثروته الشخصية قد تحل أولا قبل معالجة مخاطر الأمن البشري التي قد تكرسها الزيادة المحتملة في خطاب الكراهية. وإذا نجح نهج ماسك في التخفيف من نظريات المؤامرة والمعلومات الخاطئة والمعلومات المضللة، فسيكون قد حسن النظام الأساسي للعدد الأكبر من المستخدمين. ولكن إذا فشل، أو واجه مقاومة في تنفيذ التغييرات على خوارزميات تويتر، أو أصبح يركز بشكل مفرط على توليد الإيرادات على حساب تحسين تجربة المستخدم، فقد يفتح ذلك الباب لمزيد من الإساءات على تويتر، وبالتالي، لمزيد من العنف والصراع على أرض الواقع. وعلى ماسك أن يتوخى الحكمة وأن يتخذ خطوات ملموسة لتقليل التداعيات السلبية الناجمة عن أي من قراراته.