أوّل الكلام آخره:
- أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية أمس إرشادات وسياسات جديدة للتعامل مع التطرف في صفوفها.
- يتضمن التقرير مراجعة وتحديثًا لتعليمات وزارة الدفاع الأمريكية رقم 1325.06، «التعامل مع أنشطة الاحتجاج والمتطرفين والعصابات الإجرامية بين أفراد القوات المسلحة».
- تحاول السياسات الصادرة حديثًا توضيح السلوكيات غير المقبولة وستؤدي إلى معاقبة الأفراد العسكريين، مع تقديم تعريفات لـ «الأنشطة المتطرفة» و«المشاركة النشطة».
- تحاول الجماعات المتطرفة استقطاب قدامى المحاربين، لأن المحاربين القدامى يجلبون الخبرة القتالية والمعرفة العملية والحرفية، مما يجعلهم قوة مضاعفة لمثل هذه الجماعات.
أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية للتو إرشادات وسياسات جديدة للتعامل مع تصاعد التطرف في صفوفها. ويحظر التوجيه الجديد صراحةً على العسكريين الأمريكيين الانضمام إلى الجماعات المتطرفة أو الانخراط في أنشطة متطرفة، مركّزًا على أنواع تلك الأنشطة بدلًا من تحديد المنظمات أو الأيديولوجيات في حد ذاتها. وقد أصبحت الحاجة ماسّة إلى سياسات رسمية واضحة في أعقاب تمرد الكابيتول في 6 كانون الثاني (يناير) 2021، والذي شمل العشرات من قدامى المحاربين العسكريين، فضلا عن أفراد في الحرس الوطني، وجنود الاحتياط، ورائد فيلق في مشاة البحرية كان في الخدمة الفعلية يومها. وقد وُجّهت التهم إلى أكثر من 600 شخص بارتكاب جرائم تتعلق بأحداث ذلك اليوم. وينبع التوجيه الجديد من الاعتراف داخل وزارة الدفاع بأن بعض أفراد الخدمة قد لا يميّزون بين المشاركة المقبولة وغير المقبولة. وقبل إصدار السياسات الجديدة مباشرة، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن: «الغالبية العظمى من رجال وزارة الدفاع ونسائها يخدمون هذا البلد بشرف ونزاهة. إنهم يحترمون القسم الذي أقسموه لدعم دستور الولايات المتحدة والدفاع عنه. نحن ممتنون لهذا التفاني… نحن مدينون لرجال وزارة الدفاع ونسائها ببيئة خالية من الأنشطة المتطرفة، ونحن مدينون لبلدنا بجيش يعكس القيم التأسيسية لديمقراطيتنا».
إن السياسات التي وضعت في الـ «تقرير حول مكافحة النشاط المتطرف داخل وزارة الدفاع»، نتجت جزئيًا عن العمل الذي قامت به مجموعة عمل مكافحة النشاط المتطرف [ومن أجل الشفافية في تقريرنا هذا، ينبغي الإشارة إلى أن أعضاء فريق مركز صوفان قد دعوا للمشاركة في جلسات مجموعة العمل]. وقد تضمن التقرير تحديث تعليمات وزارة الدفاع رقم 1325.06، «التعامل مع أنشطة الاحتجاج والتطرف والإجرام بين أفراد القوات المسلحة» التي كانت قد حُدّثت آخر مرة في عام 2012. وقد دارت جهود المراجعة والتحديث حول أربعة محاور انبثقت من توجيهات الوزير أوستن، بما في ذلك: تقويم ما إذا كان ينبغي تعديل القانون الموحد للعدالة العسكرية وتعديل سياسات الوزارة ذات الصلة لمعالجة النشاط المتطرف؛ ودعم البرامج القائمة للتعامل مع التهديد الداخلي في الخدمة العسكرية ومراقبتها؛ والتحقيق في كفاءة القدرات الحالية على المسح والفرز، ويشمل ذلك فحص المعلومات الإلكترونية المتاحة للجمهور؛ وأخيرًا، توفير التعليم والتدريب على جميع المستويات القيادية. وتتضمن الإرشادات التي صدرت حديثًا تعريفات شاملة لكل من «الأنشطة المتطرفة» وما يشكل «المشاركة النشطة».
وتزداد المشكلة تعقيدًا بسبب وسائل التواصل الاجتماعي. فقبل المبادئ التوجيهية الجديدة، كانت العديد من المجالات تقع في المنطقة الرمادية، مثل ما إذا كان «الإعجاب» (على وسائل التواصل) أو إعادة نشر المواد أو الصور التي يشاركها المتطرفون يمكن أن تؤدي إلى توبيخ القوات. تحاول السياسات الصادرة حديثًا حسم الأمر بشأن هذه المناطق الرمادية، مما يجعل من الواضح أن الدعوة إلى الإرهاب أو الإطاحة بالحكومة الأمريكية، أو جمع الأموال للجماعات المتطرفة، أو الترويج لوجهات النظر المتطرفة على وسائل التواصل الاجتماعي هي كلها خارج السلوك المقبول. ضمن الإرشادات الموضحة حديثًا، يكون أعضاء الخدمة مسؤولين وحدهم عن جميع المحتويات الموجودة على نطاقات الإنترنت الشخصية والعامة، بما في ذلك مواقع الوسائط الاجتماعية والمواقع الإلكترونية والمدونات وما إلى ذلك، مع موازنة ذلك بحقوق الخصوصية. وقد يؤدي النشاط المتطرف إلى منع المتطرفين من التدرج في الرتب العسكرية الأمريكية. كما يُذكّر أفراد الخدمة بأنهم يخضعون للقانون الموحد للعدالة العسكرية عند انضمامهم إلى الجيش، وأن أفعالهم (داخل الخدمة وخارجها) مشمولة بالسياسات الجديدة لمكافحة التطرف.
ويُعتقد أن أقل من 100 عنصر من العسكريين قد شاركوا في حالات موثقة للنشاط المتطرف خلال العام الماضي، ولكن المخاوف كبيرة من أن العدد قد يرتفع، خاصة وأن المزيد من المحاربين القدامى متورطون في مجموعات مثل Oath Keepers وProud Boys وThree Percent، وغيرها من الميليشيات والمنظمات المتطرفة العنيفة المناهضة للدولة. وتحاول الجماعات المتطرفة على الدوام استقطاب قدامى المحاربين، لأن المحاربين القدامى يجلبون الخبرة القتالية والمعرفة العملية والحرفية، مما يجعلهم قوة مضاعفة لمثل هذه الجماعات. وعلاوة على ذلك، فإن وجود المحاربين القدامى في صفوفها يمكن أن يساهم في تحصيل شيء من المصداقية ويجمّل صورتها، كما أنه مفيد في الحملات الدعائية. وداخل الولايات المتحدة، سعى بعض المتطرفين العنيفين، بما في ذلك بعض المتعصبين البيض والنازيين الجدد، إلى التسلل إلى الجيش الأمريكي من أجل اكتساب مهارات تكتيكية، مثل التدرب على الأسلحة، وتوسيع شبكاتهم. كما سافر أفراد من الجيش الأمريكي للقتال مع الجماعات المتطرفة في الخارج، بما في ذلك أوكرانيا.