أوّل الكلام آخره:
- تسوّق الجماعات العنصريّة البيضاء نظريات التسارع والحصار والاستبدال العظيم خلال جائحة (كوفيد-١٩).
- وقد اعتمدت الجماعات العنصريّة البيضاء منصات وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسة والتطبيقات المشفرة لنشر المعلومات المضللة ونظريات المؤامرة بشأن وباء كورونا.
- نبهت الوكالات الحكومية الاتحادية الولايات وقوات الشرطة المحلية بعزم الجماعات العنصريّة البيضاء على استخدام وباء كورونا ذريعة لرفع السلاح.
- من المستبعد أن تتمكن الجماعات العنصريّة البيضاء من تنفيذ هجوم ناجح بأسلحة الدمار الشامل، حتى لو كان هجوما ضيّق النطاق، ومن الأرجح أنّها ستعتمد الأسلحة الخفيفة والهجمات على البنى التحتيّة الحساسة خلال هذا الوباء.
في حين يستمر وباء كورونا (كوفيد-١٩) في الانتشار في جميع أنحاء العالم، فإن الجماعات الهامشية والمتطرفة العنيفة، بما فيها الجماعات العنصريّة البيضاء ، تشير إلى بعض «النظريات» والأعمال الأدبية والفنية في محاولة لتحفيز الأفراد على اتخاذ إجراءات عنيفة. وإحدى هذه النظريات هي نظرية التسارع التي ارتبطت لفترة طويلة بزوال الرأسمالية من خلال تعجيل النمو في أنماط الإنتاج بوصفه الوصفة التي ستؤدي في خاتمة المطاف إلى انهيار النظام الاقتصادي وصعود الشيوعية. واليوم يعيد العنصريون البيض تبنّي النظريّة بعد تعديلها بما يتلاءم وبرنامجهم. وقد اعتمدوا في سبيل ذلك عددا من المنصات، تشمل وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسة، ليشرحوا لمؤيديهم أن وباء كورونا هو مؤامرة يوجهها النظام العالمي الجديد، وأجندة القرن ٢١، وجورج سوروس، والحكومة الصينية، وآخرون للقضاء على الجنس الأبيض. وقد شهدت قنوات تيليجرام المشفرة ولوحات الحرية مثل ٨ تشان التي يرتادها العنصريون البيض نموا مطردا في تبنّي نظرية التسارع وأنّ «البيض اليوم هم تحت الحصار والهجوم»، وفي الدعوات لحمل السلاح دفاعا عن النفس. وتدعو هذه الجماعات المعزولة السكان البيض إلى حمل السلاح بغية إشعال حرب عرقية تؤدي إلى انهيار مجتمعي، حتى يأتي نظام جديد يقوده البيض ويسودونه. ويمثل المزيج السام من نظريات التسارع، وحملات التضليل، والتفكير التآمري خلال فترة الطوارئ الوطنية مصدر قلق أمني كبير.
والواقع أن الثرثرة التي أثارها العنصريون البيض عبر مجموعة واسعة من وسائل الاتصال قد حظيت باهتمام الوكالات الحكومية الأمريكية. وفي أواخر شباط / فبراير، وزع جهاز الحماية الفيدرالي التابع لوزارة الأمن الداخلي إحاطة استخباراتية على الدولة والوكالات الحكومية المحلية تفيد أن العنصريين البيض قد ناقشوا إمكانية استخدام فيروس كورونا سلاحا بيولوجيا موجها ضد أعدائهم، بمن فيهم مكتب التحقيقات الفدرالي والمجتمعات غير البيضاء. كما أن اهتمام الجماعات العنصريّة البيضاء بالاستخدام التكتيكي للإرهاب الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي والنووي ليس بالأمر الجديد عليها. وفي الواقع، يفترض كتاب يوميات تيرنر الخيالي عالما يستخدم فيه العنصريون البيض أسلحة نووية متعددة تكتسح الحكومة الأميركية. ويعني اسم جماعة أتوموافين الإرهابية النازية الجديدة حرفيا «الأسلحة النووية». بيد أن العنصريين البيض جماعات وأفرادا قد تجاوزوا مرحلة الخطابة في سعيهم للحصول على أسلحة الدمار الشامل. ففي فترة الثمانينيات، حصلت جماعة العهد والسيف وذراع الرب الإرهابية التي تتخذ من أركنساس مقرا لها على كميات كبيرة من السيانيد بهدف تسميم إمدادات المياه في المدن الأميركية الكبرى. وفي فترة التسعينيات، أحبطت مساعي العديد من الجماعات العنيفة المعادية للحكومة، مثل ما جرى مع مجلس فرانك نلسون الوطني في مينيسوتا، بعد أن قام بإنتاج الريسين في إطار خطة لاغتيال مسؤولين حكوميين.
وباستثناء بعض الحوادث المعزولة، فإن نجاح الجماعات الإرهابية في استخدام أسلحة الدمار الشامل كان نادرا. وأشهر مثال على ذلك هو هجوم غاز السارين عام ١٩٩٥ الذي شنته مجموعة أوم شينريكيو (وهي من الجماعات المبشرة بقرب يوم الدينونة) والذي أودى بحياة اثني عشر شخصا في مترو أنفاق طوكيو. وعلى غرار العديد من الجماعات العنصريّة البيضاء، رأت مجموعة أوم شينريكيو أن استخدام أسلحة الدمار الشامل هو أفضل وسيلة لتدمير النظام كي يحل محله نظام جديد. إلّا أن احتمال استخدام العنصريين البيض لأسلحة الدمار الشامل خلال أزمة وباء كورونا يبدو أقل من احتمال هجومهم بالأسلحة الصغيرة التقليدية أو هجومهم على البنى التحتية الحيوية. ومنذ عام ٢٠١٨، شنت الجماعات العنصريّة البيضاء العديد من الهجمات بالأسلحة الصغيرة وقتلت فيها عشرات المدنيين الأبرياء. ومن المؤكد أن ينوء كاهل النظام الطبي المجهد تماما إذا حصلت هجمات مماثلة خلال فترة الطوارئ الوطنية. إن الخوف النفسي والذعر اللذين سينجمان عن هجوم على البنى التحتية أو حتى عن هجوم بسيط بالأسلحة الصغيرة على محل بقالة، سيتجاوزان الأهداف المباشرة لهجوم كهذا. وبالتالي، يجب أن تظل الأجهزة الأمنية يقظة ومتنبهة للتهديد المحتمل المتمثل في هجوم الجماعات العنصريّة البيضاء خلال أزمة وباء كورونا.