أوّل الكلام آخره:
- مع بداية هذا الأسبوع، كشف المدعون الفيدراليون عن عملية تآمر قام بها أحد جنود جيش الولايات المتحدة ويدعى إيثان فيلان ميلزر البالغ من العمر 22 عاما، لتسريب معلومات سرية لمجموعة من النازيين الجدد تسمى «الزوايا التسع».
- أظهرت رسائل ميلزر تأييدا لنظرية التسريع بانهيار المجتمع التي تحظى بشعبية بين جماعات النازيين الجدد، والجماعات العنيفة من العنصريين البيض، والمجموعات المناهضة للدولة.
- كان الجيش الأمريكي، على مدى السنوات، عرضة لتسلل مجموعات متنوعة من المتطرفين إليه، بمن فيهم الجماعات العنيفة من العنصريين البيض.
- من خلال الانضمام إلى صفوف الجيش، يحصل الراغبون بالقيام بأعمال إرهابية والمتطرفون على أسس عنصرية وعرقية على التدريب والخبرة اللازمتين فيما بعد في ممارسة العنف السياسي.
مع بداية هذا الأسبوع، كشف المدعون الفيدراليون عن عملية تآمر قام بها أحد جنود جيش الولايات المتحدة ويدعى إيثان فيلان ميلزر البالغ من العمر 22 عاما، لتسريب معلومات سرية لمجموعة من النازيين الجدد تسمى «الزوايا التسع». وتشتمل لائحة الاتهام الموجهة ضد ميلزر، الذي يصف نفسه بأنه «خائن الولايات المتحدة»، تقديم بيانات معينة لمجموعة «الزوايا التسع» التي تتبنى عقائد شيطانية مرتبطة بالعنصريين البيض، لمساعدتها على نصب كمين لوحدته. وتكشف هذه البيانات عن تحركات الوحدة وموقعها وقدراتها العسكرية. ومن المعتقد أن مقر مجموعة «الزوايا التسع» هو المملكة المتحدة وهي على صلة بجماعات النازيين الجدد مثل مجموعة أتوموافين وحركة «ذو بايس». ويقوم أعضاؤها في المقام الأول بالتواصل مستخدمين التطبيقات المشفرة مثل تطبيق «تلغرام». وفي مثال آخر على التلاقح القائم بين اصحاب الأيديولوجيات العنيفة، فقد أعرب أعضاء في مجموعة «الزوايا التسع» عن إعجابهم بالجماعات الجهادية مثل تنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن.
وتؤكد قضية ميلزر على الطبيعة العنيفة والعابرة للحدود لمجموعة العنصريين البيض، وذلك لأنها اشتملت على تسريب عسكري أمريكي معلومات إلى جماعة متطرفة عنيفة مقرها المملكة المتحدة. وتكشف تفاصيل لائحة الاتهام أن ميلزر ساهم في ترتيب هجوم قاتل يستهدف وحدته الخاصة، كان يأمل من خلاله أن يشعل حريقا أوسع نطاقا يصل إلى حد «حرب جديدة» تؤدي إلى خسائر جماعية. كما وقد أظهرت رسائل ميلزر تأييدا لنظرية التسريع بانهيار المجتمع، وتحظى هذه النظرية بشعبية كبيرة بين جماعات النازيين الجدد، والجماعات العنيفة من العنصريين البيض، والمجموعات المناهضة للدولة بما في ذلك ما يسمى حركة «بوغالو بويز». وقد استغلت العديد من هذه الجماعات والحركات حالات الذعر والخوف جراء انتشار وباء كورونا للترويج لأيديولوجيتها ونظريات المؤامرة الخاصة بها من خلال الدعاية ونشر المعلومات المضللة. ومؤخرا، قامت هذه الجهات نفسها بمحاولات للاستفادة من الاحتجاجات التي أعقبت مقتل جورج فلويد، بهدف استغلال المظاهرات والاضطرابات المدنية لنشر الفوضى.
وكان الجيش الأمريكي، على مدى السنوات، عرضة لتسلل مجموعات متنوعة من المتطرفين إليه، بمن فيهم الجماعات العنيفة من العنصريين البيض. وفي الخريف الماضي، اعتقل مكتب التحقيقات الفيدرالي جاريت وليام سميث وهو جندي أمريكي مقيم في فورت رايلي في كانساس بتهمة التخطيط لتفجير موقع شبكة سي ان ان الإخبارية. وقبل القبض عليه، كان سميث يخطط للسفر إلى أوكرانيا للقيام بتدريبات مع كتيبة آزوف. وكان براندون كلينت راسل، أحد مؤسسي مجموعة أتوموافين، عضوا في الحرس الوطني في فلوريدا. وفي عملية أخرى، خطط كريستوفر هاسون، وهو ملازم في خفر السواحل الأمريكي وقومي أبيض، كما يعرف عن نفسه، لمهاجمة الصحفيين والسياسيين الديمقراطيين وغيرهم من الأفراد البارزين الذين زعم أنهم من اليساريين. ولا تعد الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تواجه هذا التحدي، إذ تواجهه أيضا المملكة المتحدة وألمانيا وأستراليا وكندا وغيرها من الدول التي جعلها المتطرفون في حالة تأهب. وفي كانون الثاني / يناير 2020، قبضت السلطات الأمريكية على باتريك ماثيوز، وهو مهندس قتالي سابق في احتياطي الجيش الكندي وأحد أعضاء حركة «ذو بايس» بتهمة التخطيط لهجوم على تجمع في ريتشموند في ولاية فرجينيا. ويشير تسجيل لحركة «ذو بايس» فيه مقابلات مع أفراد مرشحين للتجنيد، وبعضهم في أوروبا، إلى أن استراتيجية التجنيد المدروسة للجماعة تستهدف الأفراد العسكريين الغربيين لقدرتهم على نقل المعارف التكتيكية.
ومن خلال الانضمام إلى صفوف الجيش، يحصل الراغبون بالقيام بأعمال إرهابية، والمتطرفون على أسس عنصرية وعرقية على التدريب والخبرة اللازمتين فيما بعد في ممارسة العنف السياسي. وقد كرّس الجيش الأمريكي المزيد من الموارد لفحص الأفراد المرشحين للتجنيد، مع تكليف جنود آخرين بفحص الوشوم أو أي علامات موجودة على الجسم قد ترتبط بالتطرف العنصري أو العرقي أو الديني. غير أن من الصعب بمكان تمييز الأفراد الذين ينضمون بهدف الحصول على الأسلحة النارية والتدريبات على الأسلحة لخدمة أهدافهم الإرهابية في وقت لاحق، ولا سيما أولئك الذين التزموا بالابتعاد عن الشبهات والبقاء بعيدا عن الأنظار. وفي حالات أخرى، قد ينضم جنود قدامى أو مسرّحون من الجيش الأمريكي إلى هذه الجماعات. وهذا ما كان عليه الحال بالفعل بالنسبة لبعض أعضاء مجموعة أتوموافين الذين كانوا من الجنود المحاربين في العراق وأفغانستان. ويجمع الجيش الأمريكي وجماعات اليمين المتطرف تاريخ طويل ومعقد إذ يدعي العديد من أعضاء جماعات العنصريين البيض البارزين وأعضاء الميليشيات المناهضة للدولة أنهم من المحاربين القدامى. وفي أعقاب حرب فيتنام، تلقت جماعات العنصريين البيض أعدادا ضخمة من الجنود السابقين، يتمتع بعضهم بخبرة قتالية كبيرة، ومنهم أفراد سابقون في القوات الخاصة.