أوّل الكلام آخره:
- حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن روسيا قد تتطلع إلى زيادة الأعمال العدائية هذا الأسبوع في الفترة التي تسبق قرار الاتحاد الأوروبي بقبول ترشيح أوكرانيا لعضوية الاتحاد.
- ولا شك أن أوكرانيا تستحق عضوية الاتحاد الأوروبي، ولكن العملية نفسها قد تستغرق سنوات، نظرًا للبيروقراطية في بروكسل والحاجة إلى قيام إصلاحات في أوكرانيا لمكافحة الفساد وسيادة القانون.
- يتأرجح الصراع ببطء في أجزاء مختلفة من البلاد، ويستقر في طريق مسدود.
- وحتى في المناطق التي حققت فيها القوات الروسية مكاسب متواضعة في ساحة المعركة، فقد أتت الانتصارات الروسية بأثمان باهظة جدا، سواء على صعيد عدد الضحايا من المقاتلين الروس أو على صعيد روح المقاتلين المعنوية.
حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن روسيا قد تتطلع إلى زيادة الأعمال العدائية هذا الأسبوع في الفترة التي تسبق قرار الاتحاد الأوروبي بقبول ترشيح أوكرانيا لعضوية الاتحاد المكون من 27 دولة. وقد أيدت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية ترشيح أوكرانيا، مشيرة إلى أنه في حين أن الإصلاحات المهمة ستكون ضرورية في مجالات تشمل مكافحة الفساد وحقوق الإنسان، فإنها تؤيد طلب كييف لعضوية الاتحاد الأوروبي. وقد أعربت الدول المركزية في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وإيطاليا، عن دعمها العلني لأوكرانيا، ولكن توصية المفوضية الأوروبية يجب أن تنال توقيع جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ويبرز قلق واسع النطاق من أن الدعم الغربي للمقاومة الأوكرانية قد بدأ بالفعل في التلاشي وأن شبح الركود الاقتصادي الذي يلوح في الأفق قد يجبر القادة الغربيين على إعادة ترتيب أولوياتهم لإرضاء الجماهير المحلية، ولعل هذا ما يراهن عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالفعل.
وفي الأسبوع الماضي، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي والرئيس الروماني كلاوس يوهانيس زيلينسكي في كييف. وقد تعرض ماكرون لانتقادات لتواصله مع بوتين مرارًا وتكرارًا دون الحصول على أي تنازلات، وكذلك لاقتراحه تزويد بوتين بخطة خروج تحفظ ماء الوجه. أما شولتز، فيبدو أن حماسه لإصلاح السياسة الدفاعية والأمنية في ألمانيا قد فتر، بعد أن كان إعلانه عن تبنيه لمثل هذا الإصلاح في الأسابيع التي أعقبت الغزو الروسي قد أثار ضجة كبيرة. وقد تقدمت أوكرانيا بطلب للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي بعد الغزو في أواخر شباط (فبراير). ولا شك أن أوكرانيا تستحق عضوية الاتحاد الأوروبي، ولكن العملية نفسها قد تستغرق سنوات، نظرًا للبيروقراطية في بروكسل والحاجة إلى قيام إصلاحات في أوكرانيا لمكافحة الفساد وسيادة القانون. وفي غضون ذلك، تشير التقارير إلى أن تركيا ستواصل المناقشات حول إمكانية انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، لكن قمة الناتو التي ستعقد هذا الأسبوع في مدريد لن تكون الموعد النهائي لاتخاذ قرار حاسم في هذا الصدد.
وقد ناشد زيلينسكي الزعماء الأوروبيين إرسال المزيد من الأسلحة، خاصة مع استمرار القوات الروسية في شن هجومها في سيفيرودونتسك الواقعة شرقي أوكرانيا. وقد ناشد زيلينسكي الحلفاء الغربيين إرسال ذخيرة مدفعية إضافية وأنظمة دفاع جوي وتسريع شحن الأسلحة التي تعهدوا بها، ولكن وصولها كان بطيئًا حتى الآن. ومع المزيد من أنظمة الأسلحة الغربية في القتال، ستصبح صيانة هذه المنظومات وتأمين قطع الغيار لها أمرا ملحا للغاية للحفاظ على القوة القتالية الأوكرانية. وتأمل موسكو أيضًا في الاستيلاء على مدينة ليسيتسانسك، بهدف نهائي هو تعزيز النفوذ في جميع أنحاء منطقة لوهانسك. وقد شهدت كلتا المدينتين قتالًا عنيفًا في الأيام الأخيرة، وعلى الرغم من أن هذه المرحلة من الحرب تتسم أساسًا بنيران طويلة المدى – على شكل غارات جوية ونيران مدفعية – فلا تزال المراكز السكانية تشهد قتالًا مباشرا في الشوارع. ولكسر الجمود، هاجمت القوات الروسية البنية التحتية المدنية، بما في ذلك البنية التحتية للوقود، وورد أنها كانت تحشد القوات بالقرب من خاركيف وزابوريزهزيا. كما استهدفت الصواريخ الروسية والمدفعية البعيدة المدى مواقع أوكرانية في شمال شرق أوكرانيا. ويدور الصراع ببطء في أجزاء مختلفة من البلاد، فيما يبدو أنه بات أشبه بحرب استنزاف. وتقاتل القوات الأوكرانية بضراوة، حيث كثفت هجماتها بالمدفعية والصواريخ ضد أهداف روسية في دونباس. وأصابت الضربات الأخيرة مستودعات الأسلحة الروسية ومنشآت تخزين الذخيرة والقواعد العسكرية.
وكانت القوات الروسية تخطط لتحقيق نصر سريع، على أن ما عانته على مدى أربعة أشهر من الصراع لم يكن سريعًا على الإطلاق. وحتى في المناطق التي حققت فيها القوات الروسية مكاسب متواضعة في ساحة المعركة، فقد أتت الانتصارات الروسية بأثمان باهظة جدا، سواء على صعيد عدد الضحايا من المقاتلين الروس أو على صعيد روح المقاتلين المعنوية. وتجدر الإشارة إلى أنه بسبب الوضع الرسمي للنزاع باعتباره «عملية عسكرية خاصة»، فإن الكثير من القوة القتالية المحتملة لروسيا لم تُفعّل في أوكرانيا. وبدون حشد جماعي للمجندين والاحتياطيين، يُطلب من القادة الروس العسكريين القتال بيد مقيدة خلف ظهورهم. ويستمر الصراع في إحداث آثار عميقة على إمدادات الغذاء العالمية وسوق الطاقة العالمية، وكلاهما قضيتان رئيسيتان تفاقمتا بسبب ارتفاع التضخم واضطرابات سلاسل التوريد. ومع فقد عدد من المواطنين الأمريكيين الذين تطوعوا للقتال من أجل أوكرانيا، ستبرز تحديات جديدة. وقد هدد القادة الروس مرارًا وتكرارًا بتصعيد الصراع، وهددوا باستخدام الأسلحة النووية، إذا استمر الغرب في دعم أوكرانيا بالتدريب والأسلحة. وستكون قمة الناتو القادمة اختبارًا حاسمًا لعزيمة الحلف وستُراقب بلا شك عن كثب في الكرملين بحثًا عن علامات التصدع والخلاف.