أوّل الكلام آخره:
- يوم الثلاثاء، هز انفجار سيارة مفخخة العاصمة كابول مترافقا مع إطلاق النيران في محيط المنطقة الخضراء، بالقرب من منزل وزير الدفاع والسفارات الأجنبية.
- لم تتبن أي مجموعة الانفجار، ولكن الشكوك تحوم حول طالبان، فهي بنظر الكثيرين الوحيدة القادرة على تنفيذ مثل هذا الهجوم.
- وبغرض دعم الحكومة الأفغانية وقوات الأمن، خرج مدنيون أفغان إلى الشوارع مكبّرين وحاملين الأعلام الأفغانية.
- في الأسابيع الماضية، اجتاح مقاتلو طالبان أجزاء من شمال أفغانستان وهم اليوم قد يتطلعون إلى السيطرة على عواصم المقاطعات والمدن الرئيسة.
مساء الثلاثاء، هز العاصمة الأفغانية كابول انفجار ضخم لسيارة مفخخة كما دارت معارك بالأسلحة النارية بالقرب من المنطقة الخضراء، وهي منطقة محصنة للغاية حيث توجد الوزارات الحكومية والسفارات الأجنبية. وقد استهدف بسم الله محمدي، وزير الدفاع الأفغاني، في هجوم بالقرب من منزله، ولكنه نجا منه سالما فيما قتل ثلاثة أشخاص وجرح عشرة آخرين في الهجوم، في حصيلة مرشّحة للزيادة. وأدى الانفجار إلى إحداث فوضى، إذ انتشر الشباب وأفراد العائلات من المتاجر والمقاهي القريبة لتجنب ساحة الصراع، واندلعت معارك بالقرب من منازل السياسيين والمشرعين الأفغان. إن استهداف السياسيين الأفغان هو استراتيجية متعمدة تستخدمها حركة طالبان على الدوام لزعزعة استقرار الحكومة وإقناع المدنيين بأن حركة طالبان وحدها هي التي تستطيع الحفاظ على سلامتهم.
ولم تتبن أي جماعة الهجوم بعد، ولكن الشكوك تحوم حول طالبان، فهي بنظر الكثيرين الوحيدة القادرة على تنفيذ مثل هذا الهجوم الكبير في قلب كابول. مع العلم أن تنظيم ولاية خراسان التابع لداعش كان قد شن هجمات في كابول، إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس أشار إلى أن هجوم ليلة الثلاثاء يحمل «البصمات الخاصة بسلسلة هجمات طالبان التي شهدناها في الأسابيع الأخيرة». فضلا عن ذلك، فإن معظم هجمات تنظيم ولاية خراسان التابع لداعش كانت تشنّ وفق أجندة طائفية، بما في ذلك الهجوم القاتل على جناح للولادة في أيار / مايو 2020. ووفقا لـ NBC News، ادعى ثلاثة أعضاء من طالبان أن الجماعة مسؤولة عن الانفجار، لكنهم اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم. وقد يكون الهجوم ردا مباشرا على الغارات الجوية الأمريكية الأخيرة الداعمة لقوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية. وما فتئت الاشتباكات بين متمردي طالبان والقوات الأفغانية تزداد عددا وحدّة منذ أن أعلنت الولايات المتحدة في نيسان / أبريل أنها ستسحب قواتها المتبقية.
وبغرض تحدي طالبان ودعم الحكومة الأفغانية وقوات الأمن، خرج مئات المدنيين الأفغان إلى الشوارع مكبّرين وحاملين الأعلام الأفغانية. وحصلت مشاهد مماثلة الأسبوع الماضي في هرات، وهي مقاطعة في غرب أفغانستان، في إشارة إلى غضب المدنيين الأفغان من استيلاء طالبان على مزيد من الأراضي في جميع أنحاء البلاد. وقد بدا لبعض المدنيين أن هجمات يوم الثلاثاء كانت بمثابة عقاب لعم على دعمهم للقوات الوطنية في المرحلة التي لحقت سقوط إمارة طالبان. ويوم الاثنين، انتقد الرئيس الأفغاني أشرف غني بشدة ما وصفه بالانسحاب الأمريكي «المفاجئ» وأشار إلى أن إدارة بايدن تتحمل بعض مسؤولية تصاعد العنف منذ إعلان الانسحاب في نيسان / أبريل. وتواصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع غني في أعقاب الهجوم الذي وقع في كابول، وأشارت قراءة للمحادثة نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة تكرر التزامها القوي والدائم بأمن أفغانستان وتدين الهجمات الأخيرة.
وفي أوائل هذا الأسبوع، طلب الجيش الأفغاني من السكان مغادرة لشكركاه، عاصمة مقاطعة هلمند، قبل هجوم الجيش على طالبان. وبينما يتصاعد القتال بين القوات الأفغانية وطالبان في أجزاء من جنوب أفغانستان وغربها، بات المدنيون عالقين وسط المعارك. كما تعرضت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان نفسها للهجوم في هرات منذ بضعة أيام، ولكنها نالت أيضا بعض الانتقادات من المعلقين الأفغان الذين رأوا أن إدانة هجمات طالبان على المدنيين الأفغان لم تلق إدانة كافية على نحو إدانة الهجوم على البعثة، على الرغم من أن البعثة أعربت منذ ذلك الحين عن «قلق عميق على المدنيين الأفغان» في بيان لها على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي الأسابيع السابقة، اجتاح مقاتلو طالبان أجزاء من شمال أفغانستان وهم اليوم يتطلعون إلى توسيع نطاق سيطرتهم ليشمل أراضي استراتيجية أخرى، ومن المحتمل أن يتطلعوا إلى البدء في الاستيلاء على عواصم المقاطعات بعد ذلك، ومنها قندهار. وقد تحاول طالبان مهاجمة السجون التي يحتجز فيها مقاتلوها في محاولة لتحرير مسلحين ذوي قيمة عالية. كما أقام مقاتلو الجماعة نقاط تفتيش في جميع أنحاء البلاد وسعوا للسيطرة على المعابر الحدودية مع كل من إيران وباكستان.