أوّل الكلام آخره:
- في عام 2021، قتل 73 عنصرا من عناصر الشرطة الأمريكية عمدا أثناء الخدمة، بزيادة تقدر بنسبة 59 % عن عدد الذين قتلوا سنة 2020.
- قُتل أكثر من 55 عنصرا من عناصر الشرطة بالأسلحة النارية عام 2021، بزيادة كبيرة عن الأعوام السابقة.
- الموت بإطلاق النار داء يُبتلى به المجتمع الأمريكي، حيث قتل 45222 شخصًا في عام 2020 بإطلاق النار (ويشمل ذلك القتل والانتحار والحوادث العرضية).
- في عام 2021، اشترى الأمريكيون 19.9 مليون قطعة سلاح. وكانوا قد اشتروا في عام 2020 8 مليون قطعة.
في المتوسط في عام 2021، قُتل عنصر شرطة أثناء الخدمة كل خمسة أيام في الولايات المتحدة، بما مجموعه 73 عنصرا قُتلوا عمدًا. ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 59 % عن أرقام عام 2020. وهذا الرقم هو الأعلى منذ عام 2001، وهو العام الذي وقعت فيه أحداث 11 أيلول (سبتمبر) الإرهابية، حيث قتل 72 عنصرا في الهجمات في يوم واحد. وباستثناء عام 2001، شهد عام 2021 أكبر عدد لعمليات القتل العمد لعناصر الشرطة في الولايات المتحدة منذ عام 1995، عندما قُتل 74 عنصرا. وخلال مقابلة مع برنامج 60 دقيقة على قناة سي بي إس بُثّت في 24 نيسان (أبريل) 2022، قال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي: «العنف ضد جهات إنفاذ القانون في هذا البلد هو أحد أكبر الظواهر التي أعتقد أنها لا تحظى بالاهتمام الكافي». وأضاف أن الاستهداف المتعمد لعناصر الشرطة آخذ في الازدياد وأن «ارتداء الشارة لا ينبغي أن يجعلك هدفًا». ومن بين الـ 73 عنصرا، قُتل 25 في كمائن أو هجمات متعمدة لا تقع في إطار المواجهات المباشرة. وفي تلك الحالات التي يشتبه فيها بوجود دافع سياسي، توزعت الهجمات على ألوان الطيف الأيديولوجي من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين وأثارت الجدال حول ما إذا كان ينبغي تصنيفها إرهابا محليا.
وارتفاع عدد جرائم قتل عناصر الشرطة هو جزء من ارتفاع عدد جرائم القتل في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. ففي عام 2020، ارتفع عدد جرائم القتل بشكل عام بنسبة 29 %، مع مقتل ما يقرب من 5000 شخص أكثر من العام السابق. لكن لم تكن جرائم القتل هي التي ارتفعت فحسب، بل ارتفع عدد القتلى بالبنادق عموما. ففي نفس العام، وفقًا لبيانات من مراكز السيطرة على الأمراض المنشورة في مجلة نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين، توفي 45222 أمريكيًا بطلقات نارية، سواء كان ذلك قتلًا أو انتحارًا أو حادثا عرضيًا أو غير ذلك، بزيادة نسبتها 13.5 % عن عام 2019. ومن إجمالي الوفيات، ارتفع عدد الوفيات بمسدسات القتل في عام 2020 بنسبة مذهلة بلغت 33.4 % عن عام 2019، بينما ارتفعت حالات الانتحار بنسبة 1.1 % في نفس الفترة الزمنية. وتمثل البنادق الأداة المستخدمة في غالبية جرائم القتل في الولايات المتحدة، لا في قتل ضباط الشرطة فحسب بل في مختلف الجرائم. ولأول مرة، كانت البنادق السبب الرئيسي لمقتل الأطفال والمراهقين (من سن 1 إلى 19 عامًا)، متجاوزةً حوادث السيارات.
وعلى الرغم من وجود العديد من الأسباب المحتملة للزيادة في جرائم القتل، لتشمل في كثير من الأحيان بعض التأثيرات الاجتماعية لكوفيد-19، فإن الدور المركزي للبنادق – وسهولة الوصول إليها – في أعمال العنف غالبًا ما يُعمّى عليه. ففي الولايات المتحدة فقط يُفترض أن الأسلحة لا علاقة لها بالعنف والموت، على الرغم من حقيقة أن عدد الأسلحة في أمريكا وصل إلى مستويات غير مسبوقة. ففي عام 2021، حصل الأمريكيون على 19.9 مليون بندقية، وهو ثاني أعلى إجمالي على الإطلاق، وفقًا لتحليلات مبيعات الأسلحة الصغيرة، أما أعلى إجمالي فقد كان 22.8 مليون، وحدث ذلك في العام السابق (2020). والرقمان المرتفعان ترافقا مع ارتفاع كبير في معدلات الاكتئاب والقلق ومشاكل الصحة العقلية، وكذلك في تعاطي المخدرات والعنف المنزلي، خاصة أثناء الجائحة.
ويعد المراقبون المخاوف من الاضطرابات المجتمعية بسبب كوفيد-19 والمخاوف بشأن التشريعات التي من شأنها تقييد الوصول إلى الأسلحة النارية بوصفها عوامل محتملة للزيادات القياسية في مبيعات الأسلحة في الولايات المتحدة. على أن ذلك يقودنا إلى حلقة مفرغة: فالخوف من أن يؤدي الوباء إلى الفوضى يدفع إلى شراء المزيد من الأسلحة للدفاع عن النفس، والمزيد من الأسلحة يعني المزيد من العنف، والمزيد من العنف يعني الحاجة إلى المزيد من الأسلحة للدفاع عن النفس، فنقع في الحلقة المفرغة. علاوة على ذلك، فإن الزيادة في عدد البنادق تزيد من مخاطر الحوادث وسوء الاستخدام، وغالبًا ما يرتبط ذلك بالحوادث المتعلقة بالأطفال. وما من فرصة في المستقبل المنظور لفرض قيود أو قيود فيدرالية جديدة على الأسلحة بالنظر إلى حالة الاستقطاب السياسي، بل إن العديد من الولايات ألغت بعض القيود المفروضة على الأسلحة. فقد أقرت ولايات مثل جورجيا وتكساس قوانين تستند إلى الدستور تلغي شرط الحصول على تصريح لحمل سلاح ناري مخفي في الأماكن العامة وشرط تسجيل السلاح. على أن تأثير هذه القوانين على سلامة عناصر الشرطة وجميع الأمريكيين سيظهر في السنوات القادمة ومن المرجح أن يتواصل هذا الاتجاه المقلق بالفعل في المستقبل المنظور.