أوّل الكلام آخره:
- صنفت الولايات المتحدة تنظيم داعش في الموزمبيق على لائحة «المنظمات الإرهابية الأجنبية»، وصنفته أيضا «[تنظيما] مصنفا تصنيفا خاصا على أنه [تنظيم] إرهابي عالمي».
- تبرز مخاوف من أن تعيق التصنيفات الأمريكية الأخيرة إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية إلى الفئات الهشة من السكان.
- حاليا، يقوم ذوو القبعات الخضراء (القوات الخاصة في الجيش الأمريكي) بتدريب فرق مشاة البحرية الموزمبيقية، غير أن ذلك التدريب لا يزال متواضعا، رغم أن بالإمكان زيادته وتكثيفه.
- إذا استمر داعش في الموزمبيق في اكتساب الزخم، فقد يتطور إلى تهديد إقليمي ويجذب المقاتلين الأجانب من أماكن أخرى من إفريقيا.
في إشارة إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق المتزايد من قوة الجماعات الجهادية في إفريقيا جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى، صنفت الولايات المتحدة مؤخرا تنظيم داعش في موزمبيق منظمة إرهابية أجنبية بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية. كما صنفت وزارة الخارجية تنظيم داعش في موزمبيق وزعيمه أبا ياسر حسن على لائحة المصنفين تصنيفا خاصا على أنهم إرهابييون عالميون بموجب الأمر التنفيذي 13224. وأضيف إلى لائحة التصنيفات نفسها، تنظيم داعش في جمهورية الكونغو ورئيسه سيكا موسى بالوكو. وفي حين أن هذه الجماعات هي كيانات قائمة بذاتها، إلا أنها تعمل تحت راية تنظيم داعش في ولاية إفريقيا الوسطى. ومحليا، تعرف المجموعة الموزمبيقية باسم أنصار السنة والجماعة، في حين يتكون فرع داعش في جمهورية الكونغو الديمقراطية من فصائل كانت في السابق جزءا من القوى الديمقراطية المتحالفة (ADF)، ولكنها اليوم تقدم نفسها على أنها جزء من تنظيم داعش في ولاية إفريقيا الوسطى.
ويشكل أنصار السنة والجماعة في الموزمبيق خط الدفاع الأول لداعش على طول الساحل السواحلي في جنوب شرق إفريقيا. وقد بدأ المسلحون عملياتهم في جميع أنحاء شمال الموزمبيق، بما في ذلك في منطقة كابو دلغادو. كما بدأوا مؤخرا في شن هجمات في شبه جزيرة أفونجي، مما أدى إلى تعطيل عمليات شركة الطاقة الفرنسية توتال، التي تشارك في استكشاف الغاز الطبيعي السائل في البلاد. كما نشط الجهاديون في جميع أنحاء موكيمبوا دا برايا وهاجموا وسائل النقل والبنية التحتية الأخرى. وتعد المناطق الجغرافية الأكثر نشاطا من أفقر مناطق البلاد، مع ارتفاع مستويات الأمية وانتشار الفساد. كما أن غالبية السكان المحليين لا تستفيد من الموارد الطبيعية الهائلة، بما في ذلك الموارد المعدنية والغازية. ولا يعني هذا بالضرورة وجود علاقة سببية، ولكن تبرز مخاوف من أن الشعور بالتهميش والتفاوت، بالنظر إلى حجم الأرباح من الغاز الطبيعي المسال، يخلق بيئة مواتية للتطرف والاستقطاب. كما تبرز بعض المخاوف من أن تعيق تصنيفات الولايات المتحدة الأخيرة إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية إلى الفئة الهشة من السكان بسبب القيود التي تحول وصول منظمات المجتمع المدني إلى المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية.
وفي الأسابيع الأخيرة، خفضت داعش في الموزمبيق عملياتها الإعلامية بشكل كبير، في إجراء قد يكون لأهداف أمنية عملانية. ومنذ أن أصبحت المجموعة أكثر بروزا، كما يتضح من التصنيفات الأخيرة، يتعرض مقاتلوها لخطر متزايد بعد أن أصبحوا تحت أعين الولايات المتحدة. ومن المرجح أن تسعى داعش في الموزمبيق إلى تجنب مصير فروع داعش الأخرى التي أعاقتها جهود مكافحة الإرهاب الأمريكية. وضمن هذه المبادرات الأمريكية، تقوم القوات الخاصة الأمريكية لسلاح المشاة (أو ما يعرف بذوي القبعات الخضراء) بتدريب فرق مشاة البحرية الموزمبيقية، غير أن هذا التدريب لا يزال متواضعا. ولكن مشاركة القوات الأمريكية في حد ذاتها تعد نقلة نوعية إذا علمنا أن الحكومة الموزمبيقية تستعين بمرتزقة من جنوب إفريقيا تلاحقهم الاتهامات بانتهاك حقوق الإنسان. وفي عام 2019، انتشر المرتزقة الروس من مجموعة فاغنر في الموزمبيق لكنهم انسحبوا بعد وقوع عدد من الضحايا في صفوفهم.
وحتى اليوم، نتج عن أعمال التمرد وفاة أكثر من 2500 شخص وتشريد ما يصل إلى 700000 مدني. وتشير التقارير إلى قطع رؤوس مئات المدنيين منذ بدء النزاع عام 2017، منهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم أحد عشر عاما. ويزعم أن داعش في الموزمبيق لديه ما يزيد عن 800 مقاتل، وإذا تلقت دعما متزايدا من تنظيم داعش الرئيسي، سواء أكان دعما ماديا أو تكتيكيا، فقد تستمر في اكتساب الزخم وستشكل في نهاية المطاف تهديدا في جميع أنحاء المنطقة. وإذا استولت الجماعة على مساحات شاسعة من الأراضي وسيطرت عليها، فقد تجذب المقاتلين الأجانب من جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى لتعزيز صفوفها. وتجدر الإشارة إلى أن المسلحين قاموا بشن هجمات عابرة للحدود في تنزانيا، مما ينذر بالتهديد الإقليمي المحتمل الذي يشكله انتشار العنف وتزايد التمرد.