أوّل الكلام آخره:
- تتألف حركة بوغالو من خليط انتقائي من الأفراد تجمعهم ريبة عميقة تصل حد البغض تجاه الدولة ومؤسساتها ولا سيما مؤسساتها الأمنية.
- يشكل الدفاع عن حق امتلاك السلاح وحمله ثقافة مشتركة عند أفراد حركة بوغالو وهو يشكل أرضية مشاعرهم العدائية الموجهة للدولة، ولا سيّما إذا اختارت هيئاتها أن تفسر التعديل الثاني للدستور بتفسير يحد من هذا الحق.
- كانت الاحتجاجات المطالبة بإعادة فتح الاقتصاد في ظل أزمة وباء كورونا، والأخرى الناجمة عن مقتل جورج فلويد على امتداد الولايات المتحدة بمثابة غطاء لمؤيدي حركة بوغالو لبدء التخطيط لأعمال عنف ضد الشرطة وتنفيذها.
- أُحبط هجوم لثلاثة أشخاص في لاس فيغاس كما شن شخص واحد سلسلة هجمات في في سانتا كروز وأوكلاند، والأشخاص الأربعة جميعا من حركة «بوغالو بويز» كما يعرّفون عن أنفسهم، وتفيد المصادر أن جميعهم كانوا قد انخرطوا سابقا في السلك العسكري الأمريكي.
انتقلت حركة بوغالو، وهي مزيج غير متجانس من المجموعات المناهضة للدولة ومن مؤيدي حمل السلاح ومن النازيين الجدد والليبرتاريين، في وقت قصير جدا من حركة تكاد لا تعرف سنة 2019 إلى حركة ذائعة الصيت في منتصف عام 2020. ولعل أدق تعريف لها أنها مجموعة أفراد تجمعهم ريبة متأصلة تصل حد الكره والعداء لمؤسسات إنفاذ القانون. وتشير الأحداث الأخيرة إلى قفزة نوعية في عمليات شبكات حركة بوغالو. ويرمز مصطلح بوغالو بشكل مبطن إلى ـ«الحرب الأهلية» ويشير المؤيدون إلى فيلم Breakin’2: Electric Boogalo من منتصف الثمانينيات بوصفه فلما ملهما لحركتهم، الذي غالبا ما يشير إليه من يعرفون ببوغالو بويز (وهو وصف للأفراد داخل الحركة) باسم: الحرب الأهلية الثانية: بوغالو الكهربائية. إن العلامات الفارقة الأخرى للحركة، كقمصان هاواي الخاصة بهم، والملابس ذات صور الأكواخ الثلجية، واعتماد الميمات الشبيهة بالرسوم المتحركة، تخفي نطاق تهديد ما يسمى بـ«بوغالو بويز». وقد قامت الحركة باختيار دنكان لمب الذي قتلته الشرطة خلال مداهمة منزله في ولاية ماريلاند، ليكون رمز الحركة وشهيدها، مثل اليوت رودجر بطل حرك إنسيل أو أندرس بريفيك الذي تقدسه جماعات من العنصريين البيض.
واشتهرت الحركة عندما تجمع بعض أعضائها في ريتشموند في ولاية فرجينيا في 20 يناير 2020 ضد الجهود التشريعية للولاية لاعتماد قوانين أكثر صرامة لمراقبة الأسلحة النارية. وفي فترة ما قبل الاحتجاجات، التي شهدت تجمع لأكثر من 20 ألف متظاهر في مبنى الكابيتول في ولاية فرجينيا، كانت جماعة من العنصريين البيض تعرف باسم القاعدة (للمفارقة) تخطط لشن هجوم. وقد أحبط مكتب التحقيقات الفيدرالي تخطيطات القاعدة، واستمرت الاحتجاجات السلمية لمجموعة واسعة من الميليشيات والجماعات المناهضة للحكومة وجماعات العنصريين البيض. ووفقا لتقارير وسائل الإعلام، شارك في الاحتجاجات أيضا أفراد من حركة بوغالو التي يحمل أغلبية أفرادها السلاح، ومعدات خاصة بالنازيين الجدد، ويضعون شعارات وأقنعة مرتبطة بجماعات العنصريين البيض، ويرتدون قمصان هاواي الخاصة بهم.
منذ احتجاجات ريتشموند، انتشرت حركة بوغالو بويز في ولايات متعددة للانضمام إلى الاحتجاجات المناهضة للدولة المرتبطة بـوباء كورونا. كذلك، انضم بعض مؤيدي حركة بوغالو إلى احتجاجات حركة «حياة السود معتبرة» في ولايات متعددة بعد وفاة جورج فلويد. ويكمن الهدف الرئيس للحركة في ضرورة إسقاط النظام الحالي كما أن انهيار سلطات إنفاذ القانون هو هدف استراتيجي شامل لها. ويندس بعض أفراد حركة بوغالو في احتجاجات حركة «حياة السود معتبرة» بهدف استغلالها لتسريع المسار المؤدي للحرب للأهلية. وتخدم الاحتجاجات المتعلقة بالوباء والأخرى التي تقوم عيها حركة «حياة السود معتبرة» بوغالو بويز كونها غطاءا مناسبا، أو حتى فرصة لرفع « راية كاذبة». وقد تساءل الكثيرون عما إذا كان مؤيدو الحركة مهتمين حقا بالمظالم العرقية. ومنذ بداية الاحتجاجات، نسب الرئيس ترامب، دون تقديم أي دليل، مسؤولية أحداث الإرهاب الداخلي إلى حركة يسارية متطرفة تعرف باسم حركة أنتيفا. غير أن الواقع وفق مصادر متعددة يشير بأصابع الاتهام إلى الحركات اليمينية المتطرفة، بما في ذلك حركة بوغالو، في معظم أعمال سفك الدماء التي لا علاقة لها باحتجاجات حركة «حياة السود معتبرة».
وفي 30 أيار / مايو، اعتقل مكتب التحقيقات الفيدرالي ثلاثة أفراد على صلة بحركة بوغالو، وأصحاب خبرة عسكرية أمريكية (من الجيش والقوات الجوية والبحرية) وهم في طريقهم إلى احتجاجات حركة «حياة السود معتبرة». وعند القبض عليهم، كان بحوزتهم زجاجات حارقة كانوا يخططون لاستخدامها لإثارة الفوضى في الاحتجاج. وأوضح المدعي العام في القضية أنهم كانوا يحاولون اختطاف الاحتجاجات السلمية لاستغلال الغضب على وفاة جورج فلويد. وفي حادث آخر، قام ستيفن كاريللو، وهو رقيب في القوات الجوية، بنصب كمين في قسم شرطة مدينة سانتا كروز في كاليفورنيا، فقتل أحد عناصر الشرطة في 6 حزيران / يونيو. كما أن كاريللو مشتبه به أيضا في حادثة قتل ضابط الخدمة الاتحادية للحماية في أوكلاند في كاليفورنيا في 29 أيار / مايو. وفي فترة اعتقاله، اكتشف مصطلح «بوغ» مكتوبا بالدم على سيارة كاريلو، وهو اختصار لمصطلح بوغالو. كما أفادت مصادر بأن صفحة كاريللو على فيسبوك كانت مليئة بالميمات المرتبطة أغلب الوقت بحركة بوغالو. ووفقا لتقرير حديث أصدره موقع Bellingcat، ويعدّ فيسبوك المنصة المفضلة لحركة بوغالو بين وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وبخاصة أنه المنصة التي نظم الأعضاء من خلالها وناقشوا فيها كيفية الاستفادة من احتجاجات حركة «حياة السود معتبرة» لصالحهم. وعلى الرغم من أن حركة بوغالو هي حركة كانت تعدّ حتى وقت قريب حركة يشار إليها لغرابة سلوكات أفرادها وتميز أشكالهم وملابسهم، فإنها قد باتت تشكل تهديدا إرهابيا داخليا خاصة بعد اعتقال أفراد على صلة بالحركة في تكساس وتانيسي ونيفادا وأركنساس، مما يدل على انتشارها في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.