أوّل الكلام آخره:
- كشفت لائحة اتهام فيدرالية مؤخرا عن تفاصيل إحباط خطة إرهابية لجماعة «الشباب» تهدف إلى الاصطدام بطائرة في مبنى ما في مدينة أمريكية لم يعلن عنها.
- لا تزال القاعدة وفروعها، مثل جماعة «الشباب»، مستمرة في هجماتها التي تستخدم فيها الطيران التجاري.
- تدل خطة جماعة «الشباب» الفاشلة واختيارها للأهداف على رغبة القاعدة الدائمة في ضرب أمن الولايات المتحدة.
- وقد ذكّر مارتن كيماني، سفير كينيا والممثل الدائم للأمم المتحدة، المجتمع الدولي بأن «للشباب الرغبة في شن هجمات عالمية».
تلقى شولو عبدي عبد الله دروسا في الطيران في الفلبين تحت إشراف قائد رفيع المستوى في جماعة «الشباب»، بنيّة شن هجوم إرهابي على غرار هجمات 11 أيلول / سبتمبر في الولايات المتحدة من خلال قيادة طائرة وتحطيمها في مبنى. ومؤخرا، تضمنت لائحة الاتهام الفيدرالية تفاصيل عن هذه المؤامرة الإرهابية الفاشلة واهتمام القاعدة المستمر بارتكاب هجمات على مستوى العالم. وقد ألقي القبض على عبد الله في تموز / يوليو 2019 في الفلبين، ونقل هذا الأسبوع إلى عهدة السلطات الأمنية في الولايات المتحدة. ويواجه عبد الله العديد من التهم، منها عدة تهم تتعلق بتقديم الدعم المادي لمنظمة إرهابية أجنبية، والتآمر لقرصنة الطائرات، والتآمر لقتل المواطنين الأمريكيين. وتشير القضية إلى أن عبد الله، الذي أكمل الاختبارات المطلوبة للحصول على رخصة طيار، بحث عن طريقة الوصول إلى باب غرفة القيادة، كما بحث عن أطول مبنى في مدينة أمريكية لم يعلن عنها حتى اليوم وكذلك عن تفاصيل الحصول على تأشيرة دخول أمريكية.
وتدل الخطة الأخيرة على أن القاعدة وجماعة «الشباب» التي تعهدت بالولاء لها،مستمرتان في العزم على شن هجمات يكون فيها الطيران التجاري أداة الجريمة. وفي السنوات الأخيرة، نفذت جماعة «الشباب» عمليتين سنة 2016 مستخدمة قنابل مزروعة في أجهزة الحاسوب ضد أهداف في مجال الطيران. وتدور الشكوك حول احتمال أن يكون قائد جماعة «الشباب» الذي وجه عبد الله في المحاولة الأخيرة هو الشخص نفسه المسؤول عن التخطيط لهجوم فندق دوسيت في نيروبي بكينيا في كانون الثاني / يناير 2019. وفي الإطار التنظيمي لجماعة «الشباب»، تمتّع نشطاء كينيا بقدر كبير من الاستقلالية في تخطيط الهجمات وتنفيذها. وأشارت دعاية التنظيم إلى القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو ما عدّه زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري مهما للغاية لدرجة أن حملة كاملة سميت نسبة إلى الحدث «القدس لن تهوّد أبدا». وتدهورت القدرات التشغيلية للقاعدة خلال العقدين الأخيرين على خلفية الحملة العالمية لمكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن فرع القاعدة الأساسي ومقره جنوب آسيا وجميع الفروع التابعة له في جميع أنحاء العالم تحافظ على نية مهاجمة مصالح الولايات المتحدة ومصالح حلفائها على حد سواء، كما أن علاقاتها المستمرة مع المجتمعات والجماعات في العديد من مناطق الصراع تسمح لها بمواصلة استغلال النزاعات الجارية والتلاعب بها.
إن ما تظهره الخطة، على نحو لن يعجب الأمريكيين حكما، هو أن جماعة «الشباب» تحافظ على عزمها ضرب الداخل الأمريكي بهجوم واسع النطاق. ويعد عبدالله العضو الثاني من أعضاء الشباب الذي يقبض عليه بعد التسجيل في دروس الطيران. وداخل شرق إفريقيا، شنت جماعة «الشباب» عدة هجمات كبيرة في السنوات الأخيرة، منها غارة جريئة على مطار ماندا باي في كينيا في وقت سابق من هذا العام، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أمريكيين. ومما لا شك فيه أن الأراضي الأمريكية كانت هدف كل من فرع القاعدة الرئيس وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ولكن قبل إحباط هذه الخطة الأخيرة، كان المحللون يعتقدون أن جماعة «الشباب» تركّز في المقام الأول على أهداف إقليمية في القرن الإفريقي، مما جعل الاهتمام بها أمريكيا يتضاءل مع مرور الوقت. ومع الانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية من الصومال، الذي أعلنه الرئيس ترامب مؤخرا، تبرز مخاوف متزايدة من عودة الشباب إلى الساحة وفرضهم تهديدات على مستوى أكبر، وإنه لخطأ فادح الاستخفاف بتهديد القاعدة وفروعها. علاوة على ذلك، تبرز مخاوف مشروعة من أن تركيز واشنطن على منافسة القوى العظمى قد يحدّ تدريجيا من قدراتها على مكافحة الإرهاب، مما سيتيح فرصا أكبر للجماعات الإرهابية العابرة للحدود للتصرف على هواها.
وتعليقا على المؤامرة، فقد ذكّر مارتن كيماني،سفير كينيا والممثل الدائم للأمم المتحدة، المجتمع الدولي بأن «للشباب الرغبة في شن هجمات عالمية». وتابع السفير كيماني حديثه قائلا إن تصنيف الجماعة على لائحة الإرهاب بموجب نظام الجزاءات 1267 لمكافحة الإرهاب الذي اعتمدته الأمم المتحدة من شأنه أن يساعد في الحد من قدرة الجماعة على جمع الأموال وتحويلها. وحتى اليوم، وعلى الرغم من اعتراف العديد من الدول، بما في ذلك أعضاء مجلس الأمن، بأن الشباب جماعة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة، ظهر بعض الحذر حول تطبيق هذا القرار خوفا من تعريض المساعدة الإنسانية في الصومال للخطر. وأشارت عدة هيئات في الأمم المتحدة وعدة شركاء غير حكوميين إلى ضرورة اعتماد الاستثناءات في نظام العقوبات حرصا على المساعدات الإنسانية. وفي حين أن هذا لا يقتصر على القرن الإفريقي، فقد تشغل مسألة التعامل مع جماعة «الشباب» حيزا كبيرا من الاهتمام في الفترة المقبلة نظرا لأن عضوية كينيا في مجلس الأمن تبدأ في كانون الثاني / يناير وتدوم لمدة سنتين.