أوّل الكلام آخره:
- انخفض حضور منظمة «المحافظين على العهد» (The Oath Keepers) على وسائل التواصل الاجتماعي خلال هذا الصيف وبخاصة بعد أن قامت فيسبوك وتويتر بإقصائها.
- قبل الحظر، كانت المنظمة قد ساهمت في ترويج مجموعة من المؤامرات والمعلومات المضللة المتعلقة بوباء كورونا، على نحو يحاكي تكتيكات تنظيم كيو على الإنترنت.
- قد يكون ستيوارت رودس، قائد منظمة «المحافظين على العهد»، يفقد قبضته الصارمة على المنظمة، مما قد يؤدي إلى انشقاق بعض الجماعات.
- قد يعتمد رودس بعض المخططات اليائسة للبقاء على صلة بالعناصر الأكثر تشددا في منظمة «المحافظين على العهد».
في ظل مؤامرة خطف حاكمة ميشيغان التي أحبطت مؤخرا، واقتراب موعد الانتخابات، تعمل السلطات الأمنية، وشركات وسائل التواصل الاجتماعي، والباحثون في شؤون جماعات المتطرفين على الانترنت، على التدقيق في أنشطة الميليشيات والجماعات المناوئة للدولة على شبكة الانترنت وخارجها. ومن بين المنظمات التي تتطلب مزيدا من الاهتمام منظمة «المحافظين على العهد»، وهي منظمة يمينية متشددة استقطبت مجموعة من الأعضاء الماهرين، الذين يتمتع كثير منهم بخبرة عسكرية سابقة أو كانوا في السلطات الأمنية. ومن المرجح أن تكون المنظمة التي أسسها ستيوارت رودس عام 2009 واحدة من أكبر الميليشيات في الولايات المتحدة. ولا يزال التماسك التنظيمي لهذه المنظمة غير واضح، وقد ظهرت تساؤلات حول فعالية رودس الزعيم. وقد تراجع الوصول إلى محتوى منظمة «المحافظين على العهد» تراجعا ملحوظا بعد أن قامت منصة فيسبوك بإقصائها في آب / أغسطس 2020 وتويتر في أيلول / سبتمبر 2020، ولكن لا تزال قناة المنظمة على يوتيوب، Oath Keepers TV، تضم أكثر من 41,000 مشترك وتسمح للمنظمة بالبقاء على اتصال مع المتابعين والمجندين المحتملين. كما يوفر موقع اليوتيوب رابطا لموقع المنظمة على الشبكة ويحتوي على مجموعة متنوعة من مقاطع الفيديو، وتشمل مقاطع تركز على «البنادق والأدوات» وسلسلة تسمى «سياسة الحبوب الحمراء» (والحبوب الحمراء كناية عن الحقائق المرّة) فضلا عن مقاطع فيديو حية توضح تفاصيل وجهات نظر المنظمة حول قضايا معينة مثل مراقبة الأسلحة ووباء كورونا.
وفي حين أن أعضاء منظمة «المحافظين على العهد» يعلنون التزامهم بالولاء للدستور، إلا أنهم انخرطوا في الترويج لنظريات المؤامرة ونشر المعلومات المضللة منذ بداية وباء كورونا، وفي تشويه صورة الشخصيات العامة مثل الدكتور أنتوني فاوتشي ورائد الأعمال الخيرية بيل غيتس. وبذلك، تحاكي حسابات منظمة «المحافظين على العهد» على وسائل التواصل الاجتماعي الخطاب المرتبط بتنظيم كيو، والذي يقوم على فكرة المؤامرة العالمية التي تشارك فيها النخب العالمية في حلقة لعبادة الشيطان، وهي نظرية مؤامرة يرفض الرئيس ترامب إدانتها. وكان توقيت الانتقادات التي وجهها أعضاء المنظمة إلى هاتين الشخصيتين وغيرهما من الشخصيات التي شجعت على اتباع نهج علمي ومسؤول اجتماعيا لمكافحة الوباء يتزامن مع مختلف الجهود المحلية والحكومية في الولايات لإغلاق الشركات وكل الاحتجاجات المطالبة بإعادة فتحها. وفي نيسان / أبريل 2020، أعادت حسابات منظمة «المحافظين على العهد» على وسائل التواصل الاجتماعي التي كانت نشطة عبر منصتي تويتر وفيسبوك، على سبيل المثال، نشر تغريدة الرئيس ترامب في 17 نيسان / أبريل 2020 التي تطالب بـ«تحرير» ثلاث ولايات، هي ميشيغان ومينيسوتا وفرجينيا.
كانت تغريدات الرئيس ترامب توحي بأن مسؤولي حكومة الولاية يحاولون سلب الحقوق المكفولة بالتعديل الثاني للدستور وقطع سبل العيش للأمريكيين (من خلال فرض الإغلاق الذي يحرم الناس من الذهاب إلى وظائفهم). وقد دعم منتسبو «المحافظين على العهد» في خطابهم كلمات الرئيس. ومع ذلك، وعلى غرار الميليشيات «الكلامية»الأخرى، أو تلك التي عادة ما تتجنب المواجهة المباشرة، فقد يفقد أعضاء الجماعة الثقة في جهوزية زعيمها لتبني ما يشعر الكثيرون أنه أصبح خيارهم الوحيد، أي اعتماد نهج المواجهة المباشرة لتجاوزات الحكومات (بحسب تصوراتهم) وتدخلاتها في حياة المواطنين الأمريكيين. وقد اتخذ خطاب رودس الأخير لهجة أكثر تشددا. ومن المفترض أن يهم النشاط المنظم على مستوى الشارع والاستعداد لتبني نظريات المؤامرة الخاصة بالتعديل الدستوري الثاني المسؤولين الحكوميين الأمريكيين الذين يراقبون التهديدات الأمنية المرتبطة بالانتخابات وما بعدها، ولا سيما عندما تتزامن مع خطط ولفيرين ووتشمن المزعومة لخطف الحاكمة ويتمر وقتلها.
وخلال فترة قيادة رودس التي امتدّت نحوا من عشر سنوات، لم تكن المنظمة فعالة كما يجب، ومن الواضح اليوم أن أسلوبه في القيادة أدى إلى نفور الأعضاء من خلال مزيج سام من الأخطاء والعجرفة. ولكن يمكن لصورة القيادة المتشبثة ببقائها راهنة أن تعكس صورة منظمة على استعداد للتحول، وقد يكون هذا التحول نحو نشاط سري ومحرض على الفتنة، بما في ذلك العنف. وقد لاحظ المؤرخ الأمريكي ومناضل الحرية البولندي يانوش زوودني أن ديناميكيات المجموعة غالبا ما تملي ما إذا كان من اللازم استبدال الزعيم. وقد يشعر رودس بضغط داخلي للعمل بقوة أكبر لاسترضاء المتشددين من جماعته، وإذا قرر ألّا يتحرك، فقد تنشق عن المنظمة مجموعات صغيرة، بعضها سيكون مصمما على اتباع نهج ميلشياوي أكثر تشددا وعنفا.