أوّل الكلام آخره:
- ركزت المناقشات الأخيرة التي جرت بشأن الجماعات العنصرية البيضاء على الحركة الإمبراطورية الروسية، ولكنّ فرقة أتوموافين تستحقّ المتابعة عن كثب أيضا نتيجة روابطها العابرة للحدود الوطنية وتطلعاتها العالمية.
- لأعضاء فرقة أتوموافين روابط في كندا وألمانيا وأوكرانيا وإستونيا ودول أخرى.
- أقامت فرقة أتوموافين روابط مع جماعات عنصرية بيضاء في الخارج، ومنها فرقة الحرب الشمسية، وفرقة حرب الحرائق، وفرع في ألمانيا تحت اسم فرقة اتوموافين الألمانية، وتنظيم المقاومة الأنتيبودية الذي يتخذ من أستراليا مقرا لها.
- من المهم مواجهة نمو فرقة أتوموافين قبل أن تتمكن من التمدّد خارجيّا والتحول إلى منظمة عالمية، حيث يمكنها عندها أن تعتمد على شبكة معولمة مجهولة لتنظيم هجمات إرهابية وتنفيذها.
ركزت أغلبية المناقشات الأخيرة التي جرت بشأن الجماعات العنصرية البيضاء على الحركة الإمبراطورية الروسية، وهو أمر متوقع، خاصة بعد أن صنفتها وزارة خارجية الولايات المتحدة كيانا إرهابيا عالميا. ولكن فرقة أتوموافين، وهي جماعة عنصرية أخرى، تتطلب هي الأخرى متابعة عن كثب، لأنها على غرار الحركة الإمبراطورية الروسية، تفتخر بروابطها العابرة للحدود الوطنية وبتطلعاتها العالمية. ولأعضاء فرقة أتوموافين روابط في كندا وألمانيا وأوكرانيا وإستونيا ودول أخرى. ووفقا للمعلومات المتاحة للجميع وللدعاية الإلكترونية لفرقة أتوموافين، تحتفظ هذه الأخيرة بروابط بفروع وجماعات تستلهم أفكارها في أكثر من اثني عشر بلدا، وقد هدّد معظمها بممارسة العنف، وخطط بعضها لمثل هذا. وفي حوزة فرقة أتوموافين الألمانية «قائمة اغتيالات» تشمل سياسيين يساريين، ومدافعين عن حقوق اللاجئين والعمال المهاجرين، وجماعات يهودية.
ومن المعروف أن بعض أعضاء المنظمة المقيمين في الولايات المتحدة قد سافروا وأقاموا شبكات في أوروبا. وبحسب إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، قام زعيم خلية ولاية واشنطن التابعة للمجموعة، كاليب كول، بالإقامة في أوروبا لمدة 25 يوما، إذ سافر إلى الجمهورية التشيكية وبولندا وأوكرانيا. وفي مدينة كييف الأوكرانية، أفادت تقارير أنه حضر مهرجان أسغاردسري لعام 2018، وهو مهرجان موسيقي من تنظيم كتيبة آزوف. وقد احتجزت الحكومة الكندية كول بموجب قوانين مكافحة الإرهاب في البلاد ومنعته من دخول البلاد بشكل نهائي. وفي شباط / فبراير، قبضت الحكومة الأمريكية على كول وعدد من شركائه في الولايات المتحدة واتهمتهم بالتآمر لتخويف الصحفيين. ويعمل مصصم جرافيك، وهو عضو كندي في المجموعة، على الترويج للمجموعة من خلال طباعة صور لها على الملابس والأكواب وبيعها.
وقد طورت فرقة أتوموافين علاقتها بكتيبة آزوف السيئة السمعة والتي تعدّ حلقة ربط أساسية بين الجماعات العنصرية البيضاء المتطرفة. كما أقامت المجموعة روابط عابرة للحدود الوطنية مع مجموعات أخرى، بما في ذلك فرقة الحرب الشمسية، وهي جماعة من العنصريين البيض ومقرها أوروبا، ولديها مناصرون في المملكة المتحدة وأوروبا الشرقية. وقد أدرجت هذه الشعبة على لائحة الجماعات الإرهابية في المملكة المتحدة في 25 شباط / فبراير 2020. وقام عضوان من الشعبة نفسها بالتهديد بقتل الأمير هاري، ونعته بـ«الخائن لعرقه» بعد زواجه من ميغان ماركل، دوقة ساسكس، وهي ثنائية العرق. وينتمي معظم أعضاء فرقة الحرب الشمسية إلى فئة الشباب، من الطلاب الجامعيين، مما يثير القلق. وفي تشرين الثاني / نوفمبر 2019، قامت فرقة حرب الحرائق فرع هولندا، وهي مجموعة متأثرة إلى حد كبير بفرقة أتوموافين، بنشر خريطة توضح المسار الذي يعتمده عضو من حزب الخضر للذهاب إلى العمل على الدراجة، تحريضا على ارتكاب العنف ضده. وفي حادثة محرجة إلى حد ما بالنسبة للفرقة، تبين مؤخرا أن أحد قادة شعبة حرب الحرائق كان صبيا في الثالثة عشرة من عمره يصدر أوامره من وراء حاسوبه المحمول بينما كان يعيش مع والديه في جزيرة ساريما الإستونية.
كما أقامت فرقة أتوموافين روابط مع تنظبم المقاومة الأنتيبودية، وهي مجموعة نازية جديدة في أستراليا، تشتهر بهوسها الشديد بارتكاب جرائم العنف، حيث نشرت سابقا مقاطع فيديو عرضت فيها أعضاء يتدربون بالأسلحة النارية ونشرت فيه أيضا دعاية لجماعات العنصريين البيض. وقد استغلت فرقة أتوموافين الألعاب الإلكترونية وتطبيقات بروتوكول نقل الصوت عبر الإنترنت للتواصل مع أعضاء جدد وتجنيدهم. ويزعم المدافعون عن فرقة أتوموافين بأن المجموعة لا تشكل خطرا كبيرا على أوروبا أو الغرب بشكل عام بنفس الطريقة التي تفعلها الجماعات السلفية الجهادية مثل تنظيم القاعدة وتنظيم داعش. وهنا يكمن الهدف من محاولة مكافحة نمو المجموعة، قبل أن تتمكن من غزو العالم الخارجي وتعتمد على شبكة معولمة مجهولة وتجمع أعدادا لا تحصى من المؤيدين.