أوّل الكلام آخره:
- تسعى فرقة أتوموافين وهي من الجماعات العنيفة من العنصريين البيض إلى إشعال حرب عرقية، وقد ارتبط اسمها بجرائم قتل وأعمال عنف عديدة.
- لفرقة أتوموافين ارتباطات عالمية، فهي تتصل بفرقة حرب الحرائق في دول البلطيق وفرقة الحرب الشمسية في المملكة المتحدة ولها فرع في ألمانيا تحت اسم فرقة اتوموافين الألمانية.
- تدير فرقة أتوموافين «معسكرات للكراهية» في الولايات المتحدة، حيث تغرس عقائد الأعضاء ويُدرّبون عسكريا.
- قدم مركز صوفان تحليلا شاملا في تقريره الأخير حول فرقة أتوموافين ودعا السلطات إلى تصنيفها منظمة إرهابية أجنبية، نظرا للحضور الأجنبي فيها والتهديد الذي تشكله على الأمن القومي الأمريكي.
فرقة أتوموافين هي من الجماعات العنيفة من العنصريين البيض تشجع على العنف سعيا إلى حرب عرقية لإقامة دولة للبيض. وفي حين أن فرقة أتوموافين نشأت في الولايات المتحدة، إلا أنها أقامت روابط وفروعا في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك في المملكة المتحدة وألمانيا وأوكرانيا وروسيا ودول البلطيق. ويسهم هذا التوسع في البلدان المذكورة بأن يمكّن المجموعة من التمدد خارجيا والتحول إلى منظمة عالمية تشجع على ممارسة العنف، مما قد يجعلها تستوجب أن تصنّف منظمة إرهابية. وحتى اليوم، يرتبط اسم المجموعة بخمس جرائم قتل على الأقل في الولايات المتحدة، ومن المعروف أنها تستضيف خلسة معسكرات تدريب شبه عسكرية، تسمى «معسكرات للكراهية» في جميع أنحاء البلاد. وقد تواصل الأعضاء المقيمون في الولايات المتحدة مع بعض الشركاء في الخارج. وفي أواخر تموز / يوليو، زعم إعلان على قناة تيليغرام التابعة للفرقة أن قيادة الفرقة قد أسست مجموعة جديدة باسم «النظام الاشتراكي الوطني»، وفي الواقع لم يكن ذلك إلا إعادة تسمية على نحو يحاكي استراتيجية تغيير الأسماء التي غالبا ما تعتمدها الجماعات السلفية الجهادية، مثل بعض الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة. ويهدف هذا الإجراء إلى تعقيد جهود مكافحة الإرهاب والسلطات الأمنية لتعطيل عملياتها ومساءلتها عن جرائمها، مع إحداث حالة من الارتباك في الوقت الذي تحاول فيه الفرقة الظهور بمظهر الجماعة شبه العسكرية والسياسية في آن معا.
ومنذ تأسيس الفرقة عام 2015، فإنها تستند في عملها على شبكة الإنترنت، مع خلايا صغيرة، أو ما يسمى «الذئاب المنفردة»، تعزز الأهداف العنصرية للمنظمة من خلال ممارسة أعمال العنف والترهيب. ويتواصل أعضاء الفرقة في الولايات المتحدة مع المنتسبين في الخارج، ويشكلون شبكة مرئية وواسعة من الخلايا الإرهابية لجماعات العنصريين البيض. ومن المعروف أن الأعضاء الأمريكيين قد سافروا إلى جميع أنحاء أوروبا وأقاموا شبكات فيها، بما في ذلك كاليب كول، زعيم خلية ولاية واشنطن التابعة لفرقة أتوموافين. وتعد الشبكات الدولية التي مقرها دول البلطيق والمملكة المتحدة وألمانيا من الفروع أو الشركاء الأكثر شهرة. وقد ارتبط اسم فرقة حرب الحرائق في دول البلطيق بمؤامرات عنيفة في الولايات المتحدة وأوروبا، بما في ذلك تهديدات بالقتل ضد البلجيكي غي فيرهوفشتات، والتخطيط لهجمات على مؤسسات لاس فيغاس بما في ذلك معبد يهودي وملهى للمثليين. ومن الجدير بالذكر ما حصل في شباط / فبراير، إذ أقر جندي من الجيش الأمريكي ينتمي إلى فرقة حرب الحرائق، وهو جاريت ويليام سميث، بمسؤوليته في التهم المتعلقة بهجوم كان يخطط له على شبكة سي إن إن باستخدام متفجرات. ومن المعروف التواصل القائم بين أعضاء شركاء الفرقة في المملكة المتحدة أو ما يسمى بفرقة الحرب الشمسية مع الأعضاء الأمريكيين على الانترنت. وكانت المملكة المتحدة قد أعلنت فرقة الحرب الشمسية جماعة إرهابية في 25 شباط / فبراير 2020. وقد وجهت فرقة أتوموافين الألمانية تهديدات بالقتل ضد أعضاء حزب الخضر في البرلمان الألماني، كما أنها وجدت موقعا لها في ظل تنامي النزعة اليمينية المتطرفة في ألمانيا، والتي وصفها توماس هالديوانغ، رئيس وكالة الاستخبارات المحلية الألمانية، بـ«الخطر الأكبر على الديمقراطية في ألمانيا اليوم».
كما ارتبط اسم فرقة أتوموافين بأعمال عنف جريئة في الولايات المتحدة، منها خمس جرائم قتل على الأقل. ومن المعروف أن «معسكرات الكراهية» هي معسكرات شبه عسكرية، تغرس فيها عقائد الأعضاء ويدرّبون عسكريا، ومقر هذه المعسكرات نيفادا وإلينوي وولاية واشنطن وكاليفورنيا وتكساس. وقد لاقت رسالة فرقة أتوموافين صدى كبيرا بين الأفراد العسكريين السابقين والفاعلين، مما زاد من الخطر الذي تشكله الجماعة من خلال تجنيد أفراد من ذوي الخبرة القتالية والخبرة التكتيكية. وفضلا عن أنشطة الفرقة وأعمال التجنيد، تعمل الفرقة مع منظمات أخرى للنازيين الجدد ومنظمات جماعات العنصريين البيض في الولايات المتحدة، بما في ذلك ذا بايس، للمشاركة في التجمعات والتخطيط للقيام بأعمال العنف ضد المدنيين وهدم البنى التحتية ودور العبادة فضلا عن تنفيذ أهداف أخرى.
وفي حين أن فرقة أتوموافين نشأت في الولايات المتحدة، إلا أنها أخذت بالحضور الدولي عن طريق التواصل عبر الانترنت، وخاصة عبر التطبيقات المشفرة، وقد ساهم انتشار وباء كورونا في هذا التوسع نظرا للوقت المتزايد المستغرق على الإنترنت، في ظل الكوارث الاقتصادية المدمرة والانقسام السياسي الحاد. وينبغي أن تنظر الحكومة الأمريكية بجدية في فرض عقوبات على فرقة أتوموافين، فهي تستوفي كل المعايير المطلوبة لتصنيفها جماعة إرهابية أجنبية، فالحضور الأجنبي جليّ فيها، وهي تشكل تهديدا لمصالح الأمن القومي الأمريكي، كما أنها أظهرت قدرتها على ارتكاب هجمات إرهابية. وتعد حالة كونور كليمو، الذي خطط لهجوم في لاس فيغاس بالتنسيق مع أعضاء فرقة حرب الحرائق في الخارج، حالة من عدة حالات مماثلة. وإذا كان الوجود المحلي للمجموعة عاملا يجعل من الصعب تصنيفها مجموعة إرهابية أجنبية، فإن بالإمكان تجريم نشاطاتها بالاعتماد على خيارات قانونية أخرى. ومن الممكن أن يتيح تجديد القسم 219 من قانون الهجرة والجنسية مزيدا من المرونة في تصنيف جماعات لها وجود محلي وأجنبي على السواء. ومن شأن اتخاذ مثل هذا الإجراء أن يسمح للسلطات بمنع سفر أعضاء الفرقة إلى الخارج، وقطع شبكاتها المالية، والوصول إلى المعلومات التي تسمح للتحقيق أن يدار بشمولية أكبر، على نحو يحمي المواطنين الأمريكيين. ولا ينبغي أن يُنظر إلى النمو الموازي لجماعات العنصريين البيض وجماعات اليمين المتطرف، بما في ذلك الميليشيات المناوئة للدولة، وأصحاب نظريات المؤامرة، والأحزاب الحديثة مثل حركة «بوغالو بويز»، بوصفه منافسا لنمو فرقة أتوموافين، بل هو مكمل محتمل، وهذا ما ينبغي له أن يدفع نحو اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة ضد فرقة أتوموافين.