أوّل الكلام آخره:
- يسعى خصوم الولايات المتحدة إلى اختراق بيانات لقاحات وباء كورونا من الجامعات الأمريكية وشركات الأدوية وشركات الرعاية الصحية في إطار منافسة عالمية لتطوير أول لقاح فعال ضد فيروس كورونا.
- بالنظر إلى التنافس القائم على تطوير أول لقاح فعال، وما يحققه ذلك للدولة التي تتمكن من ذلك من مكانة من جهة وأرباح مالية من جهة أخرى، ونظرا لتدهور العلاقات حاليا بين واشنطن وبكين، تبدو آفاق التعاون الصيني الأميركي معدومة.
- استهدف القراصنة الروس أبحاث لقاح كورونا، وذلك من خلال وحدة القرصنة Cozy Bear، وهي وحدة قرصنة روسية جماعية على علاقة وثيقة مع المخابرات الخارجية.
- تجمع دولا مثل روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية علاقة معقدة مع مجموعات من القراصنة الموهوبين وناشطي الإنترنت، الذين يستطيعون القيام بأعمال يصعب ربطها بالدول الراعية.
يسعى خصوم الولايات المتحدة إلى اختراق بيانات لقاحات وباء كورونا من الجامعات الأمريكية وشركات الأدوية وشركات الرعاية الصحية في إطار منافسة عالمية لتطوير أول لقاح فعال ضد فيروس كورونا. ولا تعد الهجمات الإلكترونية أمرا جديدا في هذه البلدان التي كانت على الدوام تسعى الى اختراق مؤسسات القطاعين العام والخاص في الولايات المتحدة في محاولة لزرع البلبلة وسرقة الملكيات الفكرية. ولكن يتفق معظم الخبراء على أن زيادة وتيرة الهجمات أثرت في تقدم العلماء في تطوير اللقاح. ولطالما كانت الكليات والجامعات هدفا للتجسس الصيني، وخاصة مختبرات الأبحاث المتخصصة مثل مختبرات الطب الحيوي، وتكنولوجيا النانو، والذكاء الاصطناعي. واستهدف الإيرانيون من جانبهم شركة الأدوية الأمريكية غيلياد ساينس، التي أنتجت كميات كبيرة من عقار «ريمديسيفير»، وعقارا مضادا للفيروسات أثبت حتى اليوم نجاعة لا باس بها في علاج كورونا.
وقبل عدة أشهر، أعرب بعض كبار خبراء الصحة فى العالم عن تفاؤلهم بأن الولايات المتحدة قد تكون قادرة على العمل مع الصين لتطوير لقاح ضد وباء كورونا. ولكن، بالنظر إلى التنافس القائم على تطوير أول لقاح فعال، وما يحققه ذلك للدولة التي تتمكن من ذلك من مكانة من جهة وأرباح مالية من جهة أخرى، ونظرا لتدهور العلاقات حاليا بين واشنطن وبكين، تبدو آفاق التعاون الصيني الأميركي معدومة. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وجزئيا ردا على استمرار التجسس الإلكتروني من الصين، أجبرت الولايات المتحدة القنصلية الصينية في هيوستن في تكساس على الإغلاق وطردت الدبلوماسيين الصينيين وغيرهم من الموظفين. وأدرجت وزارة العدل اثنين من القراصنة الصينيين، وهما لي شياو يو ودونغ جيهزي، على لائحة اتهام لدورهما المزعوم في أعمال التجسس المتعلقة بوباء كورونا واختراق بيانات الصحة العامة المتعلقة بالوباء، وذلك لصالح جهاز التجسس الصيني في وزارة أمن الدولة. ومع ذلك، فإن الأقلية من الدول تعتقد أن هذه الخطوات ستردع بشكل حاسم أعمال القرصنة وأنشطة الحرب الإلكترونية في الصين. وقد قارن مكتب التحقيقات الفيدرالي تصرفات الحكومة الصينية بأفعال «عصابة إجرامية منظمة».
ولم يتوان القراصنة الروس عن استهداف أبحاث لقاح فيروس كورونا، وفقا للولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة. والمتهم الرئيس في هذا الصدد هو وحدة القرصنة Cozy Bear (المعروفة أيضا باسم APT29)، وهي وحدة قرصنة روسية جماعية على علاقة وثيقة مع المخابرات الخارجية. وكانت جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة وشركة استرازينيكا، وهي شركة أدوية بريطانية سويدية، الضحيتين الرئيستين لمحاولات القرصنة الروسية، وهما من بين المرشحين الرئيسين لتطوير لقاح فعال ضد فيروس كورونا، وقد أشارا مؤخرا إلى إحراز تقدم كبير نحو تحقيق هذا الهدف بحلول أواخر هذا العام أو أوائل عام 2021. وتشكل محاولات القرصنة الروسية والصينية وغيرها مخاطر كبيرة على سلامة البيانات المرتبطة بتطوير اللقاح.
تجمع دولا مثل روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية علاقة معقدة مع مجموعات من القراصنة الموهوبين وناشطي الإنترنت، الذين يستطيعون القيام بأعمال يصعب ربطها بالدول الراعية. وفي كثير من الحالات، يكون القراصنة أنفسهم أقرب إلى «العملاء الأحرار» الذين توفر لهم أجهزة الاستخبارات ملاذا آمنا وحماية مقابل توظيف خبراتهم ضد أهداف الخصوم. وقد تحرّك بعضهم دوافع قومية، أما بعضهم الآخر فيتحرك بدوافع مادية، أو بدوافع الزهو، فلا شك أن التمكن من اختراق الأهداف الصعبة قد يكون بابا للتفاخر والتباهي أمام القراصنة آخرين. وقد اتخذت كل من وكالة الأمن القومي وقيادة الولايات المتحدة السيبرانية مواقف أكثر صرامة في ظل إدارة ترامب، لكن واشنطن مع ذلك عانت كثيرا في التصدي للهجمات الإلكترونية من خصومها الرئيسين. وكلما اقتربت الشركات من تطوير لقاح فعال لفيروس كورونا، زاد احتمال أن تكثف روسيا والصين ودول أخرى هجماتها الإلكترونية في محاولة لسرقة بيانات قيمة، حتى مع استمرار ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن الوباء، وارتفاع عدد حالات الإصابة به، والذي يصل حاليا إلى أكثر من 15 مليون حالة في جميع أنحاء العالم.