أوّل الكلام آخره:
- بعد ثلاثة أشهر تقريبا من تصنيف «براود بويز» كيانا إرهابيا، أعلن الفرع الكندي من المجموعة حل نفسه.
- اشتهرت الجماعة اليمينية المتطرفة العنيفة بعد تمرد 6 كانون الثاني / يناير في الولايات المتحدة حيث لعب أعضاؤها دورا محوريا.
- برزت العديد من الأمثلة على الجماعات الإرهابية التي ادعت أنها حلت نفسها، ولكنها كانت تستغل هذا الادعاء للهروب من العواقب القانونية.
- قد يؤدي تصنيف كندا إلى انشقاقات إضافية في مجموعة «براود بويز»، وانضمام الأعضاء الأكثر تشددا إلى مجموعات أخرى تتبنى العنف صراحة.
بعد ما يقارب ثلاثة أشهر من تصنيف «براود بويز»، وهي جماعة يمينية متطرفة عنيفة تتبنى شكلا من أشكال الشوفينية الغربية، كيانا إرهابيا، أعلن الفرع الكندي، أنه «حل نفسه رسميا». ولم يجعل التصنيف الذي صدر في شباط / فبراير الالتحاق بالمنظمة غير قانوني، ولكنه شمل مجموعة من العواقب، بما في ذلك قيود على السفر عبر الإدراج على قوائم حظر الطيران وإمكانية تجميد الأصول المالية في البنوك. وحتى اليوم، لا تزال كندا الدولة الوحيدة التي صنفت «براود بويز» كيانا إرهابيا، وقد نشهد دولا أخرى تحذو حذوها. وتراقب أجهزة الاستخبارات الكندية «براود بويز» منذ 2018 على الأقل. ولكن المجموعة اشتهرت بعد أن أشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إليها خلال مناظرة رئاسية، إذ طلب من أعضائها البقاء على أهبة الاستعداد، ورفض إدانة العنصريين البيض إدانة قاطعة. وقد اشتهرت المجموعة أيضا بعد تمرد الكابيتول في 6 كانون الثاني / يناير في الولايات المتحدة، حيث لعب العديد من أعضائها دورا محوريا. وعلى الرغم من أن «براود بويز» التي مقرها الولايات المتحدة، والتي أسسها الكندي غافن ماكنّس، تتلقى حصة الأسد من الدعاية، إلا أن فرعها الكندي بدأ يشكل مصدر قلق للأجهزة الأمنية والاستخبارات الكندية.
وأشارت مجموعة «براود بويز» في إعلانهم عن الحل المزعوم للمجموعة، إلى الصعوبات المالية المرتبطة إلى حد كبير بالتكاليف القانونية الحالية والمحتملة في المستقبل. وأفادت صحيفة USA Today مؤخرا أن «براود بويز» تلقوا دعما ماليا كبيرا من المغتربين الصينيين في الفترة التي سبقت تمرد الكابيتول يقدر بــ 86.000 دولار على منصات التمويل الجماعي، بما في ذلك GiveSendGo. ويمكن إرجاع التقارب بين بعض المغتربيين الصينيين ومجموعة «براود بويز» إلى أهداف المجموعة المتمحورة حول محاربة الشيوعية و«الماركسية الثقافية» التي يزعمون أنها مدفوعة من حركة أنتيفا وحركة »حياة السود معتبرة« مما يدل على الصدى الخطير للعديد من السرديات المتطرفة رغم اختلاف الأيديولوجيات والدوافع. وغالبا ما تستخدم هذه السرديات في وسائل الإعلام المحافظة العامة والهامشية، مما يعظم أثر الرسالة ويزودها بالمصداقية.
وفي حين أن تأثير التصنيفات الإرهابية في تمويل الجماعة وعملياتها أمر مهم، من الضروري توخي الحذر عند النظر في تصريحات الجماعة الإرهابية الخاصة بحلها. وتبرز العديد من الأمثلة على المجموعات التي ادعت حل نفسها، ولكنها كانت تستخدم هذا الإعلان خدعة للهروب من العواقب والوصمة التي تلحق التصنيف. وبعد كل شيء، وجدت مجموعة «براود بويز» نفسها متساوية مع القاعدة وداعش بعد تصنيفها منظمة إرهابية على اللائحة نفسها في كندا. وهذا على الأرجح ما أفزع بعض أعضائها. ففي المملكة المتحدة، غيّر تنظيم المهاجرين، بقيادة الأيديولوجي الإسلامي المتشدد أنجم جودهري، اسمه عدة مرات بعد أن ادعى أنه حل نفسه ردا على تصنيفه كيانا إرهابيا. وبالمثل، حذت فرقة حرب الحرائق، وهي مجموعة نازية جديدة تضم أعضاء في المملكة المتحدة، حذوها. وفي مراحل مختلفة، حاولت جماعة «العمل الوطني»، وهي جماعة يمينية متطرفة، القيام بمحاولة مشابهة حتى أنها أعربت عن إعجابها بقدرة تنظيم المهاجرين على إعادة كيانه مرات عديدة.
وقد يؤدي تصنيف كندا إلى انشقاقات في مجموعة «براود بويز». وقد شكل بعض الأعضاء بالفعل مجموعة جديدة تسمى كندا أولا. كما برزت انشقاقات في بعض فروع الولايات المتحدة في المنظمة. وعلى الرغم من أن بعض الأفراد قد ينتهي بهم الأمر إلى فك الارتباط مع المجموعة بعد تصنيفها وحلها المزعوم، فمن المهم إدراك الفرق بين فك الارتباط والاعتدال. ويمكن للأعضاء الأكثر تشددا السعي للانضمام إلى المجموعات الموجودة مثل البايس أو فرقة أتوموافين. وقد يسعى آخرون إلى السفر إلى الخارج، كالولايات المتحدة أو أوروبا أو ربما أوكرانيا، للانضمام إلى الجماعات اليمينية المتطرفة في دول أخرى. وفضلا عن حظر «العمل الوطني»، حظرت المملكة المتحدة أيضا فرقة حرب الحرائق وفرقة الحرب الشمسية، وهما مجموعتان من النازيين الجدد، كما صنفت الحكومة الأسترالية فرقة الحرب الشمسية كيانا إرهابيا. ويجب على الدول الأخرى، بما في ذلك دول «العيون الخمس» ومنها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا أن تنظر في اتخاذ تدابير عقابية مماثلة ضد «براود بويز» والمجموعات المماثلة لها لتعزيز الزخم الذي ولدته الحكومة الكندية. وفي الأمم المتحدة، حيث تتفاوض الدول حاليا على قرار هام لمكافحة الإرهاب في الجمعية العامة، تكثر التساؤلات حول كيفية التوصل إلى توافق دولي في الآراء لمواجهة الجماعات اليمينية المتطرفة العنيفة والإرهابية العابرة للحدود الوطنية. وستراقب العديد من الدول للتعلم من تأثير تجربة كندا في تصنيف مجموعة «براود بويز» وتداعياتها المحتملة بالنسبة للتصنيفات الدولية.