أوّل الكلام آخره:
- تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا يقتل زعيم بوكو حرام وعدو داعش لفترة طويلة، أبا بكر شيكاو، ويسعى للسيطرة على قواعد فصائله في نيجيريا.
- في ظل الانهيار المحتمل لفصائل بوكو حرام التابعة لشيكاو، سيركز تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا أكثر على تنفيذ استراتيجيته القتالية ضد الجيش النيجيري والتي تتضمن كسب ود المدنيين.
- قد ينشق جزء ممن تبقى من جماعة شيكاو إلى تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا، مما يزيد من خطورة التنظيم ويعزز عمليات التمرد.
- لم يشر الجيش النيجيري بعد إلى أي تغيير في استراتيجيته بعد وفاة شيكاو.
كان أبو بكر شيكاو أول زعيم لبوكو حرام التي شنت تمردا بدأ في نيجيريا وانتشر بعد ذلك إلى النيجر والكاميرون وتشاد وذلك بدءا من 2010 تقريبا. وسرعان ما اكتسب شيكاو شهرة واسعة بوصفه واحدا من أكثر القادة الإرهابيين وحشية في العالم، إذ قتل قادة فرعيين بسبب مخالفات تافهة وذبح المدنيين المسلمين الذين رفضوا رفضا قاطعا الانضمام إلى ما أسماه بـ«الجهاد». وعليه، انفصل عنه فصيل موال لتنظيم القاعدة عرف باسم الأنصار عام 2012. وعلى أثر الاختطاف في مدينة تشيبوك لـ300 تلميذة تقريبا عام 2014، والذي زعم فيه شيكاو أنه «استعباده» للفتيات (وكن مسيحيات في الغالب)، اشتهر شيكاو دوليا شهرة واسعة امتدت حتى لحظات وفاته الأخيرة. وفي ظل تلك الفترة، أمر شيكاو أيضا بقتل أعضاء الأنصار، مما أدى إلى تقليص سلطة هذا الفصيل.
وقد أعلنت الحكومة النيجيرية عدة مرات منذ 2010 أن شيكاو قد مات، ثم لا يلبث أن يظهر على مقاطع فيديو عبر الإنترنت. وفي الشهر الماضي، نشر الموقع النيجيري HumAngle، الذي يتمتع بمصادر من داخل تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا (وهو التنظيم المنافس لشيكاو) خبر وفاته. وبما أن مصدر وفاة شيكاو لم يكن ولأول مرة صادرا عن الحكومة النيجيرية، بل عن مصدر إخباري مستقل موثوق، فقد بدا أن شيكاو قد توفي بالفعل. وأكدت تسجيلات صوتية لاحقة من قيادة تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا أن التنظيم قتل شيكاو بناء على أوامر مركزية. وفي آب / أغسطس 2016، أمر الخليفة السابق لداعش، أبو بكر البغدادي، شخصيا بطرد شيكاو من تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا بسبب تجاوزاته، ومنها إرسال مئات الفتيات في عمليات تفجير انتحارية أسفرت عن مقتل مدنيين مسلمين.
ووفقا لتنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا، فبعد أن غزا مقاتلوها قواعد شيكاو في غابة سامبيسا في ولاية بورنو بدعم من بعض المتعاونين من فصيل شيكاو في أيار / مايو، فجر شيكاو قنبلة انتحارية أسفرت عن مقتله، لئلا يقبض عليه تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا. وكان التنظيم يأمل أن يستسلم شيكاو بدلا من ارتكاب فعلته هذه، ويتعهد بالولاء لتنظيم داعش، ويتطوع لجلب مقاتليه تحت سلطة تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا. وفي الشريط الصوتي الأخير قبل وفاته، كرر شيكاو أنه كان في الواقع مخلصا لتنظيم داعش لكنه لم يكن مستعدا للخضوع لقيادتها في ولاية غرب إفريقيا. وحتى وفاته، كان شيكاو يعتقد أن قادة تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا قد خدعوا نواة داعش المركزية لتعترف بدورهم القيادي للجماعة على نحو يتجاوز قيادته. وتشير الإصدارات الصوتية لـتنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا منذ وفاة شيكاو أيضا إلى أن بعض مقاتلي شيكاو في غابة سامبيسا انضموا اليوم إلى تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا، وقد اعترفوا أنهم تنفسوا الصعداء كونهم باتوا أحرارا من أهواء قيادته المتقلبة، وخاصة وحشيته. ومع ذلك، فإن القائد الأعلى رتبة في منطقة بحيرة تشاد التابع لشيكاو يقاتل اليوم ضد تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا، من خلال اختطاف أفراد من عائلات التنظيم، من أجل الانتقام لموت زعيمه. وما لا يزال من غير الواضح ما المصير الذي سيختاره مقاتلو شيكاو في الكاميرون، وهم الذين اشتهروا بمداهمة المجتمعات الحدودية.
ويزعم أن واحدا على الأقل من أبناء مؤسس بوكو حرام محمد يوسف كان من أتباع شيكاو في سامبيسا. ومن غير الواضح ما إذا كان أي من أبناء يوسف أو من مؤيدي شيكاو سيتقدم لقيادة الفصيل بعد وفاته. وإذا عجز فصيل شيكاو عن طرح اسم خليفة قوي، فمن المرجح أن تنحل الجماعة. وقد يسفر عن هذا استهداف مئات المقاتلين والمتمردين للمدنيين والتسلط عليهم دون أي تماسك تنظيمي أو استراتيجية متبعة، على الرغم من أن بعض الأعضاء سينضمون على الأرجح إلى تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا. وفيما يحاول فصيل شيكاو رسم خطوته التالية، يسعى تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا إلى ترسيخ قواعده في سامبيسا. وهذا يوفر لتنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا مركزا مهيمنا في جميع أنحاء ولاية بورنو، مع بقاء بحيرة تشاد فقط منطقة متنازعا عليها مع من تبقى من فصيل شيكاو. وبعد هدوء في هجمات تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا بعد وفاة شيكاو، أعادت المجموعة شن هجماتها، مع التركيز على ديفا والنيجر ودامبوا وبورنو، ومؤخرا، ديكوا وبورنو. وستسمح وفاة شيكاو لتنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا بمواصلة التركيز على الهجمات ضد الجيش النيجيري على نحو يمكننا من التمييز بين أساليب تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا وأساليب شيكاو بين المدنيين. وقد أعيد تثبيت مؤيد هذه الاستراتيجية الرئيس، أبي مصعب البرناوي، وهو أيضا ابن محمد يوسف، زعيما لتنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا قبل أيام فقط من وفاة شيكاو.
ولا يبدو أن الجيش النيجيري قد غير استراتيجيته المعتمدة لمكافحة التمرد بعد المواجهات بين تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا وفصيل شيكاو بعد وفاته. فالحكومة أظهرت عجزها بعد قتل تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا لشيكاو على الرغم من أنها كانت قد تبنت قتله عدة مرات كذبا. إن التحدي الرئيس للجيش النيجيري هو أن تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا ليس فقط أكثر قدرة عسكريا من فصيل شيكاو، ولكنه أيضا أكثر تركيزا على كسب الدعم المدني. إن قدرة تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا على التجنيد والحصول على الدعم المحلي هي ما يجعل الجيش النيجيري اليوم أمام تحد أكبر من الذي كان سيواجهه مع فصيل شيكاو لو كان لا يزال على رأس جماعته.