أوّل الكلام آخره:
- في ظل الأجواء السائدة بعد الانتخابات الأمريكية، يبقى احتمال قيام أعمال عنف تستلهم أفكار تنظيم كيو.
- في أعقاب هزيمة الرئيس ترامب الانتخابية، لم يظهر تنظيم كيو أي ردة فعل حتى تاريخ 12 تشرين الثاني / نوفمبر، مما أثار بعض الريبة داخل الحركة.
- كل الاحتمالات قائمة فقد ينمو تنظيم كيو وقد تنشق عنه جماعات وقد يختفي للأبد، ولكن العديد من المرتبطين بالتنظيم والمستفيدين منه سيسعون للحفاظ عليه.
- على الرغم من هزيمة الرئيس ترامب الانتخابية، فإن تدويل نظريات المؤامرة التي يشيعها تنظيم كيو قد يسمح للحركة بالبقاء والتوسع.
يوم السبت 7 تشرين الثاني / نوفمبر 2020، تمكن نائب الرئيس السابق جو بايدن من الحصول على العدد اللازم من الأصوات الانتخابية لهزيمة الرئيس ترامب فأصبح بذلك الرئيس المنتخب المقبل. وفي أعقاب هذه الهزيمة، تُرك العديد من أتباع نظرية مؤامرة كيو التي لا أساس لها، والتي تفترض أن العالم تديره نخبة عالمية من عبدة الشيطان المعتدين جنسيا على الأطفال، يتساءلون عما إذا كانوا قد وقعوا ضحية خدعة متقنة. وقد وصف مكتب التحقيقات الفيدرالي نظريات المؤامرة التي تتبناها كيو على أنها تمثل تهديدا إرهابيا محليا، وكذلك اعتقد الكثيرون من متابعي الحركة أن خسارة ترامب في الانتخابات قد تُعجّل بارتكاب أعمال إرهابية مرتبطة بـالتنظيم. وبعد أيام قليلة من الانتخابات، ألقي القبض على أفراد عرفوا عن أنفسهم على أنهم أتباع للحركة بتهم تتعلق بحيازة الأسلحة النارية واستخدامها. وقد وقع الاعتقال بالقرب من مركز فيلادلفيا للمؤتمرات، وهو مركز لفرز الأصوات الانتخابية زعم الرئيس ترامب حصول أعمال تزوير فيه. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الرجال المعتقلون ينوون القيام بعمل من أعمال العنف أو أنهم كانوا سيكتفون بمحاولة إدخال بطاقات اقتراع غير قانونية في سعي للتشكيك في صدقية الانتخابات. وفي 12 تشرين الثاني / نوفمبر، أي بعد فترة من الهدوء، أرسل تنظيم كيو رسالة مفادها أن «لا شيء يمكن أن يوقف ما هو قادم. لا شيء» وقد ينظر الأعضاء إلى ذلك على أنه إشعال لحرب أو محفز على شيء ما. ولكن الرسالة، مثل العديد من منشورات تنظيم كيو، تحتمل تأويلات متعددة، وهذا في الواقع ما يسمح للتنظيم بالاستمرارية والتقاط الأنفاس.
وقد برزت مجموعة واسعة من السيناريوهات في أعقاب الانتخابات الرئاسية لعام 2020. وفي حال كان تنظيم كيو يمثل عملية استخباراتية تديرها حكومة أجنبية بهدف بث الشقاق في الاجتماع السياسي الأمريكي، فيتوقع عندها أن يعمد التنظيم اليوم إلى ابتكار سردية جديدة. وعلى العكس من ذلك، إذا كان تنظيم كيو عبارة عن مجرد تجمع يميني لأصحاب نظريات المؤامرات، كما يرى بعض الخبراء، فإن من هم وراء الستار سيعمدون اليوم إلى الترقّب بانتظار أن تفضي الأمور إلى ما ستفضي إليه قبل معاودة التعليق على الأحداث بالكثافة نفسها. وإذا حدث ذلك، فقد يستعيد المؤيدون نشاطهم ولا سيّما أن عددا منهم بدأوا يشكون في سردية تنظيم كيو.
وفي هذا الإطار، تبرز احتمالات أخرى كإنهاء تنظيم كيو أو انشقاق جماعات عنه. ويحاول بعض مؤثري وسائل التواصل، مثل ـ«طبيب الصلاة Praying Medic»، دفع الحركة إلى الأمام تحت إشرافهم. ومنذ نهاية الانتخابات، كانت تغريدات ـ«طبيب الصلاة Praying Medic» مبالغا فيها. وفي حين أن التحول من انتهازي، يستفيد من دعاية تنظيم كيو، إلى زعيم قد لا يكون السيناريو الأكثر احتمالا، إلا أنه يبقى في حيز الإمكان. ويتمتع «طبيب الصلاة Praying Medic» بأكثر من 430،000 متابع على تويتر، ولكن خفت شعبيته عندما أزال يوتيوب أشرطة الفيديو الخاصة به في تشرين الأول / أكتوبر. وهكذا، من خلال غياب العناصر المرئية التي لا يمكن لغير مقاطع الفيديو تأمينها والتي جرّد منها اليوم (والجمهور الهائل الذي يتدفق على منصة يوتيوب التي لا يمكن أن يستبدل بها منصات بديلة مثل «بيتشوت») تستبعد احتمالية أن يحصل «طبيب الصلاة Praying Medic» على تاج تنظيم كيو. وكما هو واضح، بدأت نظريات المؤامرة بالتراجع مع مرور الوقت. وفي حال اختفاء تنظيم كيو للأبد، فإن ذلك لا يعني بالضرورة اختفاء نظريات المؤامرة المستلهمة من التنظيم.
ومع ذلك، ربما يكون من السابق لأوانه إلى حد ما الإعلان عن زوال تنظيم كيو. إن تدويل نظريات تنظيم كيو يظهر حركة لا تحدّ نفسها بشخص واحد أو بالرئيس ترامب. هذا فضلا عن أن هزيمة هذا الأخير لا تعني انسحابه من العمل السياسي، بل من المرجح أن يبقى شخصية رئيسة داخل الحزب الجمهوري، وبالتالي سيكون مصدرا للإلهام المستمر لأتباع تنظيم كيو في الولايات المتحدة. ومؤخرا، فاز اثنان من أتباع تنظيم كيو، وهما مارجوري تيلور جرين ولورين بويبرت، بسباقات الكونغرس وسيكونان قريبا في قاعاته. وبالنظر إلى فوز هذين الأخيرين في الكونغرس وحجز مقعدين فيه، فقد يكون لدى تنظيم كيو، بصفته حركة سياسية، أبطال جدد يمكنهم مواصلة مسيرة نظرية المؤامرة التي تغيرت استجابة للأحداث الجارية. وسواء بقي تنظيم كيو يمارس نشاطاته أو تغيّر أو انتهى للأبد، فلا يمكن إنكار تأثيره الكبير على الانتخابات الأكثر أهمية في تاريخ الولايات المتحدة.