أوّل الكلام آخره:
- يتنافس ما لا يقل عن 77 مؤيدا لتنظيم كيو على مقاعد الكونغرس في الانتخابات القادمة في تشرين الثاني / نوفمبر، وبعضهم من المؤمنين إيمانا راسخا بنظريات المؤامرة.
- يحصل أتباع تنظيم كيو على دعم سياسي محلي، بما في ذلك تأييد بعض مسؤولي البيت الأبيض، بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب نفسه، الذي يشكل عنصرا محوريا في نظريات التنظيم.
- يتقاطع تنظيم كيو مع الحركة المناهضة للتلقيح ومع الأيديولوجية المناهضة لحركة «حياة السود معتبرة»، مما يزيد من التوترات المجتمعية المتعلقة بالصحة العامة والقضايا المتعلقة بالعرق.
- إن تداعيات الانتصارات الانتخابية المحتملة لتنظيم كيو سوف يتردد صداها إلى ما هو أبعد كثيرا من دورة انتخابات تشرين الثاني / نوفمبر.
يتنافس ما لا يقل عن 77 مؤيدا لتنظيم كيو على مقاعد الكونغرس في الانتخابات القادمة في تشرين الثاني / نوفمبر، وتنظيم كيو هو تنظيم يميني متطرف يزعم بأن عصابة من النخب الديمقراطية تدير خلسة حلقة عالمية للمعتدين جنسيا على الأطفال. ومن بين هؤلاء المرشحين مارجوري غرين، التي يبدو أن فوزها بمقعد في الكونغرس في ولاية جورجيا شبه مؤكد. ووفقا لبحث أجراه مركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت، يمكن تقسيم المرشحين المرتبطين بـتنظيم كيو إلى فئتين، فئة المؤمنين إيمانا راسخا بالتنظيم وفئة أولئك الذين يسعون إلى استغلال نظريات المؤامرة لكسب المزيد من الأصوات. ويقول المحللون إن غرين كانت من الفئة الأولى قبل أن تدرك أهمية نظريات المؤامرة في جذب اهتمام هذه التركيبة السكانية المحددة من الناخبين ودعمها. وقد تعزز حضورها بشكل مذهل في تنظيم كيو منذ ظهور وباء كورونا في آذار / مارس، وبلوغ عمليات البحث عن الشعارات الشعبية المتعلقة بـتنظيم كيو على محرك البحث غوغل ذروتها، أي عندما اضطرت الشركات في جميع أنحاء الولايات المتحدة إلى الإغلاق، وفي حزيران / يونيو عندما ضرب الوباء الجزء الأكبر من القسم الجنوبي من البلاد.
وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي لمراقبة مجموعات تنظيم كيو والمحتوى الذي تنشره وإقصائه عن وسائل التواصل الاجتماعي كما حصل مؤخرا مع منصة فيسبوك التي اتخذت إجراءات ضد أكثر من 10,000 حساب مرتبط بتنظيم كيو على انستغرام، إلا أن التنظيم يتمتع بشعبية متزايدة على وسائل التواصل الاجتماعي. ويرجع جزء من هذه الشعبية المتزايدة إلى تأييد مسؤولين في البيت الأبيض له بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب، الذي أشاد بهم في خطاباته وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، فقد اقتبس مرشحو تنظيم كيو على مدار خمسة أشهر من هذا العام تغريدات الرئيس ترامب أو أعادوا نشرها أو علقوا عليها حوالي 2000 مرة على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي حين نفى الرئيس ترامب أنه كان يعرف ما يكفي عن الحركة، فإنه قال إن «هؤلاء هم الأشخاص الذين يحبون وطننا»، وهي إشارة مباشرة قد تكون بمثابة دفعة معنوية لأتباع تنظيم كيو تكسبهم مؤيدين جددا. وفضلا عن انضمام شخصيات يمينية متطرفة معروفة مثل مضيف البرامج الإذاعية بيل ميتشل، ازدادت عضوية تنظيم كيو على الانترنت ثمانية أضعاف منذ آذار / مارس، مما يثير القلق لأنه مع تزايد الحضور السياسي تأتي السلطة والنفوذ. وقد أشار مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أن تنظيم كيو يشكل تهديدا إرهابيا محليا محتملا، وتبرز مخاوف متزايدة بشأن الأمن الداخلي من رد فعل أتباع كيو المتشددين في حال خسارة ترامب في انتخابات تشرين الثاني / نوفمبر 2020 المقبلة.
وفي ظل كسب المزيد من النفوذ السياسي، يمكن لمؤيدي تنظيم كيو في الحكومة السعي إلى إحباط جهود السياسة العامة المتعلقة بـوباء كورونا، عبر استخدام منصاتهم لنشر معلومات مضللة حول اللقاحات. وفي حال انتخاب المرشحين السياسيين في تنظيم كيو، فقد يشكلون بيئات سياسية مغلقة في الدوائر الانتخابية على خلفية وباء كورونا ووحشية الشرطة، وهما أمران متداخلان خاصة في الولايات الجنوبية مثل جورجيا ذات الأغلبية الجمهورية القوية. لذلك، فإن تداعيات الانتصارات الانتخابية في تنظيم كيو هي الأكثر خطورة حيث يتمتعون بالدعم الأقوى. وإذا نجح مرشحو كيو في مجلس الشيوخ والكونغرس، فإن أيديولوجيتهم ستضمن فرصة أخرى للاستفادة من المسرح الوطني. وقد تبرأ الجمهوريون البارزون، بمن فيهم عضوة الكونغرس ليز تشيني من ولاية وايومنغ، من شخصيات مثل غرين. ولكن صرعة تنظيم كيو لم تظهر سوى علامات قليلة على التراجع، وإذا استمرت الحركة في كسب المناصب والتسلل إلى داخل الحزب الجمهوري، فقد يؤدي ذلك إلى تقسيم الحزب. وقد أجرى بعض المحللين السياسيين المحليين بعض المقارنات اللافتة مع نهوض حركة حزب الشاي.
ولانتخاب مرشحي تنظيم كيو القدرة على التأثير في الرأي العام لتبني سياسات هامشية، بما في ذلك وجهات النظر المناهضة للتلقيح والمناهضة للعلوم، فضلا عن بعض الآراء العرقية والدينية المتعصبة. ومع ذلك، يواجه مرشحو كيو معوقات قوية في سعيهم للحصول على الدعم على مستوى البلاد. ومما يدل على هذه الصعوبة، استطلاعات الرأي الأخيرة للـ Guardian والتي أجريت في فلوريدا وتكساس، وأظهرت ثقة المواطنين المنخفضة في التنظيم من خلال حصوله على ثقة 22 صوتا من أصل 101. وعلى الرغم من أن هاتين الولايتين هما من البؤر الرئيسة لأتباع تنظيم كيو، إلا أن الشيء الوحيد الواضح في التنظيم هو صعوبة تحديد نطاق نفوذهم، على الرغم من أن الشعبية على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر العكس. وقد انتشرت مسيرات «أنقذوا الأطفال» في جميع أنحاء البلاد، أغلبيتها على صلة بتنظيم كيو وهوسه بقضية الاتجار بالأطفال. إن حضور أتباع تنظيم كيو لهذه الفعاليات يزيد من بروزهم في سعيهم إلى الاقتراب من التيار العام، وهو ما يثير القلق نظرا إلى المعتقدات الأساسية لأتباع التنظيم. وقد يزداد النشاط في غرف الدردشة بسبب الأعضاء الجدد من الجمهور الواسع، بما في ذلك المهنيون أصحاب الياقات البيضاء وغيرهم ممن كان يستبعد عليهم في السابق الالتحاق بتنظيم كيو.