أوّل الكلام آخره:
- ليلة الثلاثاء، هز هجوم إرهابي العاصمة النمساوية فيينا قبل ساعات من دخولها فترة الحجر الصحي مرة أخرى جراء وباء كورونا.
- لا تزال السلطات والأجهزة الأمنية النمساوية تحقق في مواقع متعددة.
- أدان الهجوم عدة قادة أوروبيين، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
- تظهر أصابع داعش جليّة، وقد استحضر الهجوم مشاهد من هجوم باريس في تشرين الثاني / نوفمبر 2015 وهجوم بروكسل في آذار / مارس 2016.
في مساء الاثنين (ليلة الثلاثاء)، هز هجوم إرهابي منسق العاصمة النمساوية فيينا، إذ عمد مجموعة من المسلحين إلى إطلاق النار من بنادقهم ومسدساتهم، وذلك قبل ساعات من الموعد المقرر لدخول العاصمة فترة الحجر الصحي مرة أخرى جراء وباء كورونا. وأسفر الهجوم عن مقتل شخصين وجرح أكثر من خمسة عشر شخصا، بينهم شرطي. وأفادت الأنباء أن الشرطة أطلقت الرصاص على أحد المهاجمين وقتلته. وقد وصفت السلطات النمساوية الهجوم بأنه هجوم إرهابي. ونشرت عدة شائعات في البداية على الإنترنت، منها شائعة احتجاز رهائن في فندق هيلتون وفي مطعم سوشي ياباني. ولا تزال السلطات والأجهزة الأمنية تواصل التحقيق في ستة مواقع منفصلة للجريمة. وقد حذرت السلطات النمساوية المدنيين ودعتهم إلى تجنب وسط فيينا وخاصة وسائل النقل العام حيث شنت فرق مكافحة الارهاب عملية أمنية واسعة النطاق لتحديد المهاجمين واعتقال المشتبه فيهم. كما أخليت الشركات وأماكن الترفيه وأقيمت حواجز حول المدينة، حيث قامت سيارات الشرطة وسيارات الطوارئ بالانتشار بكثرة في شارع Innere Stadt في فيينا ، وهو شارع رئيس تكثر فيه الحانات والمطاعم.
ويبدو أن الهجوم قد بدأ بالقرب من كنيس Seitenstettengasse اليهودي، وهو الكنيس الرئيس في العاصمة النمساوية، على الرغم من أنه كان مغلقا وقت الهجوم. وقد أصيب ضابط كان يحرس الكنيس في الهجوم. وأشار أوسكار دويتش، رئيس الطائفة اليهودية في فيينا، إلى أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الكنيس هو الهدف الفعلي. ومع تزايد معاداة السامية، ظل زعماء الأقليات اليهودية في جميع أنحاء أوروبا في حالة تأهب قصوى طوال الأعياد اليهودية في أيلول / سبتمبر وتشرين الأول / أكتوبر. وقد عمد بعض شهود العيان إلى رفع مقاطع فيديو للهجوم وما تلاه على وسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من أن قسم الشرطة الرئيس في فيينا دعا الناس للامتناع عن ذلك، وطلب منهم إرسال أي مقاطع فيديو مباشرة إلى الشرطة.
وأصدر شارل ميشال، رئيس المجلس الأوروبي، بيانا جاء فيه أن «أوروبا تدين بشدة هذا العمل الجبان الذي ينتهك الحياة وقيمنا الإنسانية». ووصف المستشار النمساوي سيباستيان كورتس الهجوم بأنه «هجوم إرهابي مثير للاشمئزاز». وانضم قادة أوروبيون آخرون، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روت، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى لائحة المستنكرين. وقد وضعت جمهورية التشيك المجاورة ضباط الشرطة ومسؤولي أمن الحدود في حالة تأهب قصوى وعمدت إلى تبني بعض الإجراءات الوقائية كفحص السيارات. وحتى وقت مبكر من صباح يوم الثلاثاء، فلا يزال من المشتبه به أن مسلحا واحدا على الأقل لا يزال طليقا، مما جعل الجيش النمساوي ينتشر لحماية المباني الحكومية الرسمية، وهذا حرر وحدات شرطة النخبة لمواصلة التحقيق.
وتشير أصابع الاتهام إلى تنظيم داعش، مما دفع إلى استحضار مشاهد من هجوم باريس في تشرين الثاني / نوفمبر 2015 وهجوم بروكسل في آذار / مارس 2016. وحتى وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء، لم يتبن داعش أو أي جماعة إرهابية أخرى هذا الهجوم. ويأتي الحادث الذي وقع في فيينا في أعقاب سلسلة من الهجمات على مدى الأسابيع القليلة الماضية في فرنسا، بما فيها جريمة قطع فيها رأس معلم في مدرسة حكومية، وجرائم أخرى ضد مواقع مختلفة بما فيها بعض الكنائس والكاتدرائيات. وحتى اليوم، كانت النمسا واحدة من الدول الأوروبية القليلة التي تجنبت إلى حد كبير الهجمات الإرهابية الكبرى على مدى السنوات الماضية، على الرغم من ظهور خطتين لداعش عامي 2014 و 2019 لاستهداف النمسا، إلا أنهما باءتا بالفشل. وفي حال ثبت تورط الإرهابيين الجهاديين، فقد يؤدي ذلك إلى دفع الأمور إلى موجة من التطرف المتبادل، وإلى ردات فعل محتملة يقدم عليها المتطرفون اليمينيون الذين لا يخفون كراهيتهم للمسلمين والمهاجرين. ويبدو أن الهجمات قد زادت من نشاط المتطرفين اليمينيين على الإنترنت، بمن فيهم أعضاء حركة «الهوية» فضلا عن حسابات تتبنى دعاية النازيين الجدد وجماعات العنصريين البيض. وانتشرت المشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تسيء إلى الإسلام والمسلمين في أعقاب الهجوم مباشرة، مع نشر تهديدات من الجهاديين المزعومين ومؤيديهم ردا على ذلك.