أوّل الكلام آخره:
- أعلن ماثيو هيمباخ، وهو متطرف قومي أبيض وأحد منظمي مظاهرة توحيد اليمين في شارلوتسفيل عام 2017، عن نيته إعادة تأسيس «حزب العمال التقليدي»، مجموعته المتطرفة السابقة.
- كان هيمباخ قد أعلن تراجعه عن معتقداته اليمينية المتطرفة العام الماضي، ولكن في مقابلة أجريت مؤخرا مع Newsy، كرر هيمباخ دعمه لخطاب الكراهية العنيف.
- إن تأييد هيمباخ للبلشفية الوطنية، والفاشية البيئية، ومعاداة السامية، ونظرية التسارع، في آن معا هو محاولة لاستقطاب مجموعة واسعة من المتطرفين.
- تعد مهارات هيمباخ التنظيمية وشبكة علاقاته العميقة المتنوعة بالمجموعات الراديكالية تهديدا لا يجب أن تتجاهله السلطات الأمنية في الولايات المتحدة.
في 20 تموز / يوليو 2021، أعلن ماثيو هيمباخ، وهو متطرف قومي أبيض كان من منظمي مظاهرة توحيد اليمين في شارلوتسفيل عام 2017، عن نيته إعادة تأسيس «حزب العمال التقليدي»، وهي مجموعة من النازيين الجدد تدعو إلى إقامة دولة فاشية قائمة على العرق الأبيض. وفي عام 2015، أسس هيمباخ وماثيو باروت «حزب العمال التقليدي» الذي كان نشطا لمدة خمس سنوات قبل أن يختفي عن الساحة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى المراقبة الكثيفة التي خضعت لها المجموعة وهيمباخ بعد توجيه تهم لحزب العمال التقليدي في دعوى قضائية رفعت نيابة عن ضحايا شارلوتسفيل. وقد ساعد هيمباخ، المؤسس المشارك وزعيم حزب العمال التقليدي، في تنظيم مظاهرة توحيد اليمين، التي سار فيها جماعات العنصريين البيض والنازيين الجدد وشاركوا في عدد من أعمال العنف التي بلغت ذروتها في وفاة المتظاهر المناهض هيذر هيير، الذي قتل نتيجة صدمه بسيارة يقودها القومي الأبيض جيمس فيلدز جونيور. وفي أعقاب ذلك، شارك هيمباخ في المحاكمة متحدثا عن دوره في تنظيم المسيرة، وفي أيار / مايو 2020، أُمر بدفع أتعاب المحاماة نتيجة عصيانه أوامر المحكمة.
ويعود تطرف هيمباخ إلى ما قبل تأسيسه لحزب العمال التقليدي. فقد قاد، وهو طالب جامعي في جامعة توسون في ولاية ماريلاند، اتحاد الطلاب البيض، الذي تأسس نتيجة المظلومية البيضاء المتصورة، ودعم الجامعة للطلاب من الأعراق الأخرى. وشملت أنشطة المجموعة دوريات ليلية تستهدف «الحيوانات المفترسة السوداء» وحشد الطلاب لدعم جورج زيمرمان، الذي قتل المراهق الأسود غير المسلح تراي فون مارتن عام 2012، في قضية حظيت باهتمام وطني وعالمي. وقد نظر الكثيرون إلى إطلاق النار المميت هذا من منظار عرقي.
وفي أيار / مايو 2020، أعلن هيمباخ تراجعه عن دعمه للنازيين الجدد، وهو اعلان لاقى شكوكا كثيرة، لأن هيمباخ كان يواجه مشاكل قانونية كبيرة في ذلك الوقت. وفي نظر الكثيرين، كان هيمباخ مجرد انتهازي يحاول إعادة تسويق نفسه بصفة جديدة. وفي هذا الإطار انضم هيمباخ إلى المتطرف السابق جيسي مورتون، الذي يعمل حاليا لسحب الناس من الجماعات المتطرفة من خلال البودكاست الذي يحمل عنوان «تمشى على الجانب الأيمن». وفي هذا البودكاست المكون من ست حلقات (نيسان / أبريل- تموز / يوليو 2020)، استكشف مورتون وهيمباخ المنشورات الرئيسة التي تشكل الأساس المحرك لمجتمع العنصريين البيض. وفي البودكاست أيضا، لم يتعامل هيمباخ مع «يوميات تيرنر» و«الحصار»، وكلاهما من الأعمال العنصرية والمعادية للسامية الشهيرة المعروفة بأنها تجذب المتطرفين لأنها تركز على دور العنف في صناعة التغيير السياسي، بازدراء، بل حاول إضفاء بعد قابل للتأويل في هذه الأعمال، حيث يصعب التأويل.
وخلال مقابلة Newsy، أعلن هيمباخ عن خططه لإعادة تشغيل حزب العمال التقليدي بتركيز بلشفي يستهدف النخب العالمية. وأكد هيمباخ على الحاجة إلى تصفية الطبقة الرأسمالية، قائلا «إنها تسمى حربا طبقية لسبب وجيه». وفي الدعوة إلى العنف، حاول هيمباخ وصف هذه الأعمال بأنها دفاعية من خلال شرح أن «أي عنف تجلبه البروليتاريا هو ببساطة في الدفاع عن النفس». ورغم محاولة هايمباخ لعب دور الضحية اليسارية، فقد فشت جذوره القديمة المعادية للسامية على السطح بوضوح. كما تبنى هيمباخ خطاب الفاشية البيئية في قوله: «كم عدد المدن التي سيبتلعها المحيط؟» تسويغا للعنف. ثم يمضي ليقترح أن «أشخاصا معينين» بحاجة إلى «دفع الثمن» مقابل تدميرهم للبيئة، وهو ما يعني ضمنا دعمه الواضح للعنف ضد أهدافه الأيديولوجية.
وعندما سئل هيمباخ عن آرائه حول رؤساء الولايات المتحدة السابقين بوش وأوباما وترامب والرئيس الأمريكي الحالي بايدن، قال إنهم جميعا «يجب أن يحاكموا» وأشار ضمنا إلى أن الاقتصاص الشعبي سيكون مسوغا في حالة عدم محاسبتهم قانونيا. أما الموضوع الذي نال حيزا واسعا من التكرار والنقاش على شبكة نيوسي مع هيمباخ فقد كان تبنيه لنظرية التسارع. وقد اعتمدت مجموعة واسعة من الجماعات اليمينية المتطرفة والمناهضة للدولة، ومنها أتوموافين و«بوغالو بويز» باعتماد مفهوم التسارع، الذي كان في الأصل عنصرا من عناصر الفكر الماركسي. ومن خلال دعم هذه الأيديولوجية، يضغط هيمباخ مع هذه الجماعات من أجل تدمير الحكومة الأمريكية من خلال وسائل عنيفة. وتشير نظرية التسارع إلى أن الإصلاح عبر صندوق الاقتراع غير ممكن وأن الحرب فقط هي التي يمكنها التسريع في إنشاء نظام جديد.
وفيما لايزال تبني هيمباخ للبلشفية الوطنية، وهي أيديولوجية تستلهم من الماركسية والصين وتستهدف النخب العالمية، غير واضح، إلا أن استعداده لدعم الأيديولوجيات المختلفة على تناقضها شديد الوضوح. وستعتمد أهمية تقلب فكر هيمباخ على ما إذا كان يمكنه جذب متابعين جدد يمكنهم التغاضي عن ماضيه غير السوي. وقد اعترف هيمباخ بأنه ليس جنديا، ولكن اهتمامه بإلهام الآخرين لتنفيذ العنف واضح تماما. ولا ينبغي التقليل من قدرته على بناء الشبكات. فخلال الفترة التي قضاها زعيما لحزب العمال التقليدي، زار هيمباخ منظمات اليمين المتطرف في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك الحركة الإمبراطورية الروسية، وهي منظمة يمينية متطرفة متشددة من جماعات العنصريين البيض صنفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية أجنبية عام 2020. ولهذه الأسباب وحدها، تستدعي أنشطة هيمباخ مزيدا من مراقبة الأجهزة الأمنية. وفضلا عن ذلك، فإن الروابط العابرة للحدود الوطنية التي ساعد على تعزيزها تسلط الضوء على أهمية التعاون الدولي والاهتمام المتعدد الأطراف لمواجهة التهديد اليميني المتطرف الآخذ في النمو.