أوّل الكلام آخره:
- تتنبّأ حركة «بوغالو بويز» بصراع يتصاعد بين المواطنين المسلحين والأجهزة الأمنية يؤدي في نهاية المطاف إلىالإطاحة بالدولة.
- خارج حركة بوغالو جماعات متعددة من اليمين المتطرف، منها جماعات العنصريين البيض، والميليشيات المناهضة للدولة، فضلا عن أصحاب نظريات المؤامرة على اختلاف مشاربهم، وهذا يعني أن تعاون هذه المجموعات مع بعضها قد يضاعف من قوّتها.
- لا ينتمي مناصرو هذه الحركة إلى فئة واحدة، إذ ينتمون إلى معتقدات وأيديولوجيات مختلفة، وتجمعهم مشاعر الكراهية تجاه السلطة .
- يسعى الجيش الأمريكي جاهدا من أجل تطهير صفوفه من أعضاء حركة بوغالو، ومن المرجح أن تستمر حركة بوغالو بفرض تهديد إرهابي داخلي خطير في الولايات المتحدة في المستقبل المنظور.
في الأسبوع الماضي في بيتسبرغ في بنسلفانيا، قبض على رجل وهو في سيارته بعد اكتشاف ثلاثين قنبلة محلية الصنع في صندوق السيارة. وكان هذا الرجل قد وجه في وقت سابق تهديدات على وسائل التواصل الاجتماعي بعزمه مهاجمة مقر وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب الضرائب في هاريسبورغ، عاصمة بنسلفانيا، فضلا عن توجيه الانتقادات ضد حركة «حياة السود معتبرة» وحركة أنتيفا. ويحقق كل من مكتب التحقيقات الفيدرالي ومكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات في القضية، وقد دفعت حسابات الرجل على الإنترنت إلى اعتقاد الكثيرين بأنه ينتمي إلى حركة «بوغالو بويز» أو يتماهى معها. ويرمز مصطلح بوغالو بشكل مبطن إلى ـ«الحرب الأهلية». ويتنبّأ المنتمون إلى هذه الحركة بصراع يتصاعد بين المواطنين المسلحين والأجهزة الأمنية يؤدي في نهاية المطاف إلى الإطاحة بالدولة في أمريكا، وهم دائما في الصفوف الأمامية في الاحتجاجات والمظاهرات، إذ يبدون واضحين غالبا من قمصان هاواي الخاصة بهم. إن حركة بوغالو هي شبكة لا مركزية على امتداد الولايات المتحدة، ولا يمكن تعريفها تعريفا دقيقا، ويكاد لا يوحّد بين أعضائها سوى إجماعهم على كراهية السلطة وأجهزة الدولة.
خارج حركة بوغالو جماعات متعددة من اليمين المتطرف، منها جماعات العنصريين البيض، والميليشيات المناهضة للدولة، فضلا عن أصحاب نظريات المؤامرة على اختلاف مشاربهم، وهذا يعني أن تعاون هذه المجموعات مع بعضها قد يضاعف من قوّتها. وتعد منصّة 4Chan /k/ حيث ينصب التركيز على الأسلحة، أحد المواقع التي يحصل التجمع فيها. ويمكن تشبيه حركة بوغالو بالمستودع للمتطرفين الهامشيين، الذين يعتنق العديد منهم معتقدات تآمرية ويزيّفون في كثير من الأحيان الوقائع الثابتة، ويتبنّون نظرية «الدولة العميقة»، وينشرون المعلومات المضللة المتعلقة بوباء كورونا. وتتمتع المؤامرات بالقدرة على ربط حركة بوغالو مع مؤيدي تنظيم كيوالمتنامي والغريب، الذين يعتقدون أن بعض النخب ذات النفوذ الواسع ومنهم هيلاري كلينتون وجورج سوروس هم في الواقع من المعتدين جنسيا على الأطفال، وأنهم يديرون عصابة عالمية للاتجار بالجنس. وقد انتقل بعض ما يتداول في العالم الافتراضي إلى أرض الواقع على نحو عنيف، كما في حادثة «بيتزاغيت» الفظيعة في واشنطن العاصمة عام 2016. ويبدو أن نفوذ الحركة قد امتد إلى كندا، وانضم إليها أتباع جدد.
وقد حظر فيسبوك مؤخرا مئات من حسابات حركة بوغالو ومجموعاتها والصفحات الخاصة بها. ووفقا لفيسبوك، فإن سبب إغلاق المحتوى هو «الترويج بنشاط للعنف ضد المدنيين، والأجهزة الأمنية، والمسؤولين الحكوميين والمؤسسات الحكومية». إن هذا الإجراء، على الرغم من ضرورته، سيدفع مجموعات حركة بوغالو إلى اعتماد منصات أخرى، بما في ذلك تطبيق المحادثة الصوتية الشهير ديسكورد الذي يستخدمه بالفعل أعداد كبيرة منهم. لا ينتمي مناصرو هذه الحركة إلى فئة واحدة، ولا يمكن تصنيف كل الأعضاء ضمن جماعات اليمين المتطرف، على الرغم من أن العديد منهم ينتمون إلى اتجاهات متطرفة ويجتمعون على كراهية الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات والحكومات المحلية. ولكن الحركة الأوسع نطاقا تضم مناصري التعديل الثاني للدستور، والليبرالتيين المتطرفين، ومناهضي الضرائب. وقد أتاح وباء كورونا للمتطرفين في جميع المجالات، بما في ذلك العديد من الذين يحملون آراء مناهضة للحكومة، الفرصة لتعزيز المعتقدات القائلة بضرورة التسريع بالقضاء على الدولة وتحفيز حرب أهلية جديدة.
كما اختارت حركة بوغالو، اعتمادا على أيدولوجيتها، دنكان سقراط لمب ليكون رمز الحركة وشهيدها، وهو رجل يبلغ من العمر 21 عاما من ولاية ماريلاند ويزعم أنه من حركة «بوغالو بويز» وأن الشرطة قتلته في منزله في بوتوماك بولاية ماريلاند في آذار / مارس 2020، على الرغم من أن بعض تفاصيل وفاته لا تزال مبهمة. وقد داهمت الشرطة منزل لمب للبحث عن أسلحة نارية غير قانونية في محل إقامته الذي كثرت الأقاويل بأنه كان مفخخا. كما يسعى الجيش الأمريكي جاهدا من أجل تطهير صفوفه من أعضاء حركة بوغالو. وفي أوائل حزيران / يونيو، اعتقل مكتب التحقيقات الفدرالي ثلاثة من أعضاء حركة «بوغالو بويز» يتمتعون بخبرة عسكرية في نيفادا بتهمة التآمر لتفجير متفجرات في مسيرة لحركة «حياة السود معتبرة». وفي حالة أخرى، وُجهت إلى ستيفن كاريلو، وهو رقيب في القوات الجوية وعضو في حركة بوغالو كما وصف نفسه، تهمة قتل ضباط شرطة في حادثين منفصلين في أوكلاند وسانتا كروز، في كاليفورنيا. ونظرا لتاريخ مكتب التحقيقات الفيدرالي في اختراق جماعات اليمين المتطرف وتطوير المصادر والمخبرين، فمن المرجح أن يستمر مكتب التحقيقات الفيدرالي في تحقيق النجاح في المستقبل. ولكن من المرجح أيضا أن تستمر حركة بوغالو بفرض تهديد إرهابي داخلي وأن تواصل استهداف موظفي الأجهزة الأمنية. وعلينا أن نتذكر دوما ما حذّر به الجيش الجمهوري الايرلندي مرة رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر بعد محاولة اغتيالها في تفجير فندق برايتون عام 1984، إذ أرسل برسالة مفادها «عليك أن تكوني محظوظة كل الوقت بينما يكفينا أن نكون محظوظين لمرة واحدة».