أوّل الكلام آخره:
- في ٦ نيسان / أبريل ٢٠٢٠، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الحركة الإمبراطورية الروسية وثلاثة من كبار قادتها يشملهم الأمر التنفيذي ١٣٢٢٤.
- يمثل إدراج الحركة الإمبراطورية الروسية سابقة، فهذه أول جماعة من جماعات العنصريّين البيض تدرجها الولايات المتحدة على قوائم المنظمات الإرهابيّة.
- تشمل تداعيات هذا الإجراء فرض قيود مالية كبيرة على الجماعة وعقوبات جنائية على كل من يفكر في التعامل معها، وتوسيع نطاق السلطات المفوضة في شعبة الخزانة لملاحقة الجهات الفاعلة الأخرى المرتبطة بـالحركة الإمبراطورية الروسية.
- ربما لا يستمر الحضور النشط للحركة الإمبراطورية الروسية على وسائل التواصل الاجتماعي بعد قرار وزارة الخارجية الجديد.
في ٦ نيسان / أبريل ٢٠٢٠، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية الحركة الإمبراطورية الروسية كيانا إرهابيا عالميا مشمولا بالأمر التنفيذي ١٣٢٢٤. وفي الوقت نفسه، وبموجب الأمر التنفيذي ١٣٢٢٤، أدرجت وزارة الخارجية ثلاثة من قادة الجماعة في القوائم الإرهابية، هم ستانيسلاف أناتوليفيتش فوروبيوف، ودينيس فاليوليوفيتش غارييف، ونيكولاي نيكولايفيتش تروشالوف. وتعد تسمية وزارة الخارجية هذه، الأولى من نوعها على أساس أنّ الحركة الإمبراطورية الروسية وقادتها الثلاثة هم أول جماعة وأفراد من جماعة العنصريّين البيض يعاقبون بموجب القانون الأمريكي، وهم ينضمون إلى مئات الجماعات والأفراد المصنفين، وغالبيتهم من الجماعات السلفية الجهادية. وفي حين لم تضف الحركة الإمبراطورية الروسية إلى قائمة وزارة الخارجية للمنظمات الإرهابية الأجنبية، إلا أن التصنيف الجديد يوفر دعما إضافيا بالغ الأهمية للوكالات الأمريكية الأخرى في محاولتها مواجهة الجماعات العنصرية البيضاء. كما أن الولايات المتحدة هي أول دولة تفرض عقوبات على الحركة الإمبراطورية الروسية. وقد فرضت بلدان أخرى، مثل المملكة المتحدة وكندا، عقوبات على جماعات العنصريين البيض من قبل، ولكن حتى الآن، لم تستهدف أي من الدول الحركة الإمبراطورية الروسية. وقد قدم مركز صوفان تحليلا شاملا للجماعة في تقريره في أيلول / سبتمبر ٢٠١٩ حول الجماعات العنصرية البيضاء المتطرفة وروابطهم العابرة للحدود الوطنية، فضلا عن الحاجة إلى تصنيف هذه الجماعات مثل الحركة الإمبراطورية الروسية منظمات إرهابية.
وبموجب الأمر التنفيذي ١٣٢٢٤، يستدعي تصنيف الحركة الإمبراطورية الروسية هذا ضرورة فرض المؤسسات المالية الأمريكية حظرا، وتجميدا إن لزم الأمر، على أي معاملات مرتبطة بالمجموعة والأفراد. وترسل قائمة وزارة الخارجية عن الحركة الإمبراطورية الروسية إلى القطاع المصرفي نيابة عن سلطات الولايات المتحدة المفوضة في شعبة الخزانة. ونتيجة لذلك، أدرجت الحركة الإمبراطورية الروسية على القائمة الوطنية لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية (وهو تابع للخزانة العامة). وفضلا عن التأثير المالي المرتبط بتجميد الأصول، قد يؤدي هذا الإدراج في مصاديق القرار رقم ١٣٢٢٤ إلى فرض عقوبات جنائية على أي شخص يسعى إلى القيام بأعمال تجارية مع الحركة الإمبراطورية الروسية والقادة الثلاثة المذكورين أعلاه. كما يمنح تصنيف وزارة الخارجية هذا السلطات المفوضة في شعبة الخزانة حق السعي وراء إدراج آخرين في الحركة وخارجها بالأمر التنفيذي ١٣٢٢٤.
ومن وجهة نظر أيديولوجية، فإنّ الحركة الإمبراطورية الروسية هي مجموعة قومية تؤمن بمفهوم الملكية الاستبدادية الروسية العائدة إلى أيام الحكم الإمبراطوري في ظل الملكيين مثل نيقولا الثاني. كما أنّ الحركة متشدّدة في قبول المنتسبين فهي تلتزم بالمعتقدات المزدوجة القائلة بأنّ على الأعضاء أن يكونوا جزءا من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية وأن يمتثلوا لوجهة نظر المجموعة بشأن ضرورة إنشاء دولة إمبريالية روسية. وتستهدف الجماعة اليهود والقوميين الأوكرانيين. ويقول جارييف، الزعيم المتشدد لحركة الإمبراطورية الروسية،إننا «نحن، أي الحركة الإمبراطورية الروسية، نرى الأوكرانية كداء الكلب… فإما الحجر الصحي لها أو تصفيتها، وإلّا سيصاب الجميع». كما تنظر الحركة الإمبراطورية الروسية إلى الغرب، ممثلا بالولايات المتحدة وأوروبا، على أنه عدو يحاول إضعاف القومية الروسية والنفوذ الروسي أو قتلهما أو تقويضهما في جميع أنحاء العالم. وقد شارك بعض العائدين من معسكرات التدريب التابعة للحركة في أنشطة عنيفة ذات طابع عنصري متطرف.
وحتّى ٦ نيسان / أبريل، حافظت الحركة الإمبراطورية الروسية على وجود نشط على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال قناتها على يوتيوب وصفحتها على فيسبوك لنشر أيديولوجيتها. وتسلط الجماعة الضوء في مقاطع دعائية مصورة على الإنترنت على فوج التدريب شبه العسكري التابع لها، الذي يتضمن استخدام أسلحة نارية مختلفة. وتعتمد الحركة الإمبراطورية الروسية عبر الإنترنت اللغتين الإنجليزية والروسية. وتستثمر الحركة وجودها النشط كآلية لتحديد أعدائها ونشر أيديولوجيتها وتجنيد أعضاء جدد. وبعد تصنيف وزارة الخارجية بالأمس، قد تفقد الجماعة إمكانية الوصول إلى قناتها على يوتيوب وصفحتها على فيسبوك، حيث إن اتخاذ شركات وسائل التواصل الاجتماعي لإجراءات ضد الحركة الإمبراطورية الروسية أصبح أمرا حتميا الآن. ويزود تصنيف وزارة الخارجية هذه الشركات بأدوات قانونية مهمة لإزالة محتوى الحركة الإمبراطورية الروسية على وسائل التواصل. وقد يؤدي هذا التصنيف إلى الضغط على بلدان أخرى، مثل الاتحاد الروسي، لمواجهة أنشطة الحركة الإمبراطورية الروسية. وأخيرا، يشكّل هذا التصنيف خطوة أساسية في تصعيد الحكومة الأميركية حملتها لمكافحة إرهاب جماعات العنصريين البيض الذي تحول إلى وباء ألحق ضررا بالغا داخل الولايات المتحدة وخارجها على حد سواء.