أوّل الكلام آخره:
- تخوض الصين منذ فترة طويلة حملة تجسّس على الولايات المتّحدة تشمل التجسّس الإلكترونيّ وسرقة الملكيّات الفكريّة فضلا عن محاولاتها المتكرّرة للتسلّل إلى مختبرات الأبحاث في الجامعات الأمريكيّة.
- وفقا لمكتب التحقيقات الفيدراليّ في الولايات المتّحدة، تعمل بكين بهدوء للوصول إلى الأسرار التجاريّة للشركات الأمريكيّة والمتعددة الجنسيّات من خلال «التجسس الأكاديمي»، معتمدة في ذلك على العلماء والباحثين جواسيس لها.
- دعا مكتب التحقيقات الفيدراليّ ووزارة العدل الكلّيّات والجامعات الأمريكيّة إلى تشديد المتطلّبات من موظّفيها للتصريح عن علاقاتهم الماليّة مع الصين.
- مع تزايد صعوبة عمل الاستخبارات الصينيّة بالتعامل مع القطاع الخاص من غير عواقب تذكر، أصبحت الجامعات السبيل الأسرع للحصول على البيانات الأمريكيّة الهامّة.
تخوض الصين منذ فترة طويلة حملة تجسّس على الولايات المتّحدة تشمل التجسّس الإلكترونيّ وسرقة الملكيّات الفكريّة فضلا عن محاولاتها المتكرّرة للتسلّل إلى مختبرات الأبحاث في الجامعات الأمريكيّة. وفي الماضي، استخدمت بكين المواطنين الصينيّين العاملين في الولايات المتّحدة والشركات المتعدّدة الجنسيات لتزويد الحزب الشيوعيّ الصينيّ بالملكيّات الفكريّة المسروقة ذات القيمة الكبيرة، إذ تبلغ التكاليف المالية للتجسّس الاقتصاديّ على الشركات الأمريكيّة مئات المليارات من الدولارات. ويزداد قلق المسؤولين الأمريكيّين الآن من أنشطة التجسّس التي تقوم بها الصين في الكليات والجامعات الأمريكيّة، في الوقت الذي تكثّف فيه بكين جهودها للقفز سريعا، ومهما كلّفها الثمن، في المجالات البحثيّة مثل الحوسبة الكمية، والذكاء الاصطناعيّ، وعلم التحكّم الآليّ (الروبوتات).
ووفقا لمكتب التحقيقات الفيدراليّ في الولايات المتّحدة، تعمل بكين بهدوء للوصول إلى الأسرار التجاريّة للشركات الأمريكيّة والمتعددة الجنسيّات من خلال «التجسس الأكاديمي»، معتمدة في ذلك على العلماء والباحثين جواسيس لها. وتعدّ الجامعات من أسلس أنواع الأهداف المحتملة من حيث التجسّس، فهي تزدهر معتمدة على حرّية حركة الأفكار والتعاون داخل المجالات الأكاديميّة والتخصصات وفيما بينها، وكذلك بين الزملاء والباحثين والعلماء. كما تعدّ فكرة التحكّم بالمعرفة أو الحدّ من إمكانيّة الوصول إلى المعلومات فكرة يمقتها العديد من الباحثين والأكاديميّين الذين يكرّسون حياتهم المهنيّة للعلوم والسعي وراء المعرفة. غير أنّ الجامعات الأمريكيّة تجري قدرا هائلا من الأبحاث الحسّاسة والسرّيّة للغاية بالشراكة مع الحكومة الأمريكيّة. وقد أدركت الصين سهولة التسلّل إلى الجامعات ومؤسّسات التعليم العالي بحثا عن البيانات الحسّاسة.
وفي كانون الثاني / يناير ٢٠٢٠، اعتقل مكتب التحقيقات الفيدراليّ رئيس قسم الكيمياء والبيولوجيا الكيميائيّة في جامعة هارفارد، تشارلز ليبر، بتهمة الإدلاء بتصريحات زائفة المضمون ومختلقة واحتياليّة. فقد فشل في الكشف عن ترتيباته الماليّة المبهمة والسرّيّة المربحة مع الصين من خلال برنامج يسمّى «خطة المواهب الألف الصينيّة». وبموجب هذه الترتيبات، قام ليبر بعمل غير معلن للحكومة الصينية من خلال جامعة ووهان للتكنولوجيا. ومن المستبعد أن يكون ليبر قد عمل منفردا. وفي الأشهر الأخيرة، اعتقلت الولايات المتّحدة العديد من الأشخاص الذين يشغلون مناصب أكاديمية، إمّا لفشلهم في التصريح عن عملهم لصالح الحكومة الصينيّة أو لمشاركتهم المباشرة في عمليّات تجسّس. وقد صنّف مكتب التحقيقات الفيدراليّ برامج مثل «خطة المواهب الألف الصينية» جزءا من جهود التجسّس الشاملة التي تبذلها بكين لتخطّي الغرب في مجال تطوير تكنولوجيّات جديدة لتعزيز الأجهزة العسكريّة ووكالات الاستخبارات في الصين. ودعا مكتب التحقيقات الفيدراليّ ووزارة العدل الكلّيّات والجامعات الأمريكيّة إلى تشديد المتطلّبات من موظّفيها للتصريح عن علاقاتهم الماليّة مع الصين. غير أنّ دعواته لم تلق آذانا صاغية في الجامعات، ممّا أدّى إلى نتائج محدودة.
وفي أيّار / مايو ٢٠١٨،أدرجت وزارة التجارة الأمريكيّة شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي على القائمة السوداء التجارية، حيث حظرت على الشركات الأمريكيّة بيع المنتجات إلى الشركة دون إذن فيدرالي. وفي آب /أغسطس ٢٠١٩، قبض على بو ماو، وهو أكاديميّ صيني كان أستاذا زائرا في جامعة تكساس، واتّهم بالاحتيال لسرقة تكنولوجيا من شركة مقرها في كاليفورنيا ونقلها إلى الصين. ولأن الصين كثيرا ما تستغلّ المواطنين الصينيّين في جهود التجسّس التي تبذلها، فقد اتّهمت الحكومة الصينيّة والجامعات الأمريكيّة، على حد سواء، حكومة الولايات المتّحدة بالتحيز العنصريّ و العرقيّ في عمليّاتها الاستخباراتيّة. وتعدّ اعتقالات أفراد مثل الدكتور ليبر من جامعة هارفارد، الذي لا يملك أي روابط أسريّة مع الصين، أقلّ شيوعا بكثير من الاعتقالات أو التحقيقات مع المواطنين الصينيين العاملين في الكلّيّات والشركات الأمريكيّة. وفي يوم اعتقال الدكتور ليبر، اعتقل مكتب التحقيقات الفيدراليّ يان تشينغ يي، وهي طالبة سابقة في جامعة بوسطن، متهما إياها بالاحتيال للحصول على تأشيرة عبر تعتيمها المتعمد على عملها ملازمة بالجيش الشعبي الصيني للتحرير. ومع تزايد صعوبة تعامل الاستخبارات الصينيّة مع القطاع الخاص من غير عواقب تذكر، أصبحت الجامعات السبيل الأسرع للحصول على البيانات الأمريكيّة الهامّة.