أوّل الكلام آخرُه:
- أقدم الملازم الثاني في القوّات الجويّة السعوديّة محمّد سعيد الشمراني نهار الجمعة الواقع في السادس من كانون الأوّل/ ديسمبر على قتل ثلاثة عسكريّين أمريكيّين وجرح ثمانيةٍ آخرين خلال اعتداءٍ قام به في قاعدة بينساكولا الجويّة في فلوريدا التابعة للبحريّة الأمريكيّة.
- وأدّى هذا الاعتداء إلى طرح تساؤلاٍت كبيرةٍ حول الإجراءات المتّبعة للتدقيق في الهويّات للتعرّف على العناصر الّذين يمكن أن يتطرّفوا أو يخطّطوا لعمليّاتٍ إرهابيّةٍ.
- وحتّى الآن لم تكشف السلطات القانونيّة أيّ معلوماتٍ تربط هذا الاعتداء بمجموعاتٍ إرهابيّةٍ عالميّةٍ إلّا أّنّ مؤشّراتٍ عدّةً تدلّ على أنّ الشمراني متأثّرٌ بالقاعدة.
- وأظهرت التحقيقات أنّ حسابًا على موقع تويتر يعود للشمرانيّ على ما يُعتقد كان قد نشر محتوًى تتردّد فيه أصداء تنظيم القاعدة.
أقدم الملازم الثاني في القوّات الجويّة السعوديّة محمّد سعيد الشمرانيّ نهار الجمعة الواقع في السادس من كانون الأوّل/ ديسمبر على قتل ثلاثة عسكريّين أمريكيّين وجرح ثمانية آخرين خلال اعتداءٍ (لا سبب مباشرًا له) قام به في قاعدة بينساكولا الجويّة في فلوريدا التابعة للبحريّة الأمريكيّة. وتبقى كيفيّة استحواذ الشمرانيّ على السلاح الّذي استخدمه (وهو مسدّس غلوك 45 من عيار 9 مم) غير واضحةٍ حتّى الآن. وقيل إنّ مجموعةً من عناصر القوّات الجويّة السعوديّة المتدرّبين في الولايات المتّحدة الأمريكيّة ضمن مشروع تعاونٍ أمنيٍّ تدريبيٍّ بين واشنطن والرياض قد صوّروا الاعتداء وهم الآن محتجزون للاستجواب. وقبل أسبوعٍ على الاعتداء سافر المشتبه به الأساسيّ مع عددٍ من زملائه إلى مدينة نيويورك وزاروا عددًا من المتاحف ومركز روكفلر. وأشار وزير الدفاع الأمريكيّ مارك أسبر من جهته نهار السبت إلى أنّ مكتب التحقيقات الفدراليّ يعمل على البحث في هذه القضيّة لمعرفة إذا ما كانت تُصنّف عملًا إرهابيًّا إلّا أنّ النائب ميكائيل موكل من تكساس وهو عضوٌ في لجنة الأمن القوميّ بدا واثقًا بأنّه سيُحقَّق بهذه القضيّة على أنّها قضيّة إرهابٍ دوليٍّ.
ولا تزال السلطات تجمع أجزاء القضيّة في التحقيق، غير أنّ ما رشح حتّى الآن أنّ الشمرانيّ كان قد استضاف زملاءه في حفلة عشاءٍ عشيّة الاعتداء وعرض عليهم مقاطع مصوّرةً لعمليّات قتلٍ جماعيٍّ. وقد عانت القوّات المسلّحة الأمريكيّة من اعتداءاتٍ عديدةٍ مماثلةٍ في أفغانستان حيث قام عناصر من جيش الدولة الّذي تدرّبه الولايات المتّحدة الأمريكيّة بقلب البندقيّة والاعتداء على الجنود الأميركيّين. وأدّى هذا الاعتداء الأخير إلى طرح تساؤلاٍت كبيرةٍ حول سلامة الإجراءات الّتي تتّبعها المملكة العربيّة السعوديّة والولايات المتّحدة الأمريكيّة للتحقّق من العناصر والتدقيق في هويّاتهم وفي احتمالات أن يكونوا من المتشدّدين أو ممّن يمتلكون قابليّةً لارتكاب اعتداءاتٍ إرهابيّةٍ. وسارع الرئيس ترامب بُعيْد الاعتداء إلى مدح المملكة العربيّة السعوديّة مصنّفًا إيّاها حليفًا قديمًا وسعى إلى طمأنة المملكة رغم الحادث المؤلم الّذي وقع بين البلدين. ومنذ أكثر من عامٍ أقدم فريق قوّاتٍ خاصّةٍ بأمرٍ من وليّ العهد السعوديّ محمد بن سلمان على قتل الصحافيّ المشهور والمقيم في الولايات المتّحدة الأمريكيّة جمال خاشقجي خلال زيارته إلى القنصليّة السعوديّة في إسطنبول، بحسب تقديرات وكالة الاستخبارات المركزيّة الأمريكيّة. ثمّ حاول السعوديّون تغطية هذه الجريمة إلّا أنّ هذه الغاية لم تتحقّق.
وحتّى الآن لم تكشف السلطات القانونيّة أيّ معلوماتٍ تربط هذا الاعتداء بمجموعاتٍ إرهابيّةٍ عالميّةٍ، فالتحقيقات لا تزال في أوّلها. إلّا أّنّ مؤشّراتٍ عدّةً تدلّ على أنّ الشمراني متأثّرٌ بالقاعدة. وأظهرت التحقيقات أنّ حسابًا على موقع تويتر يعود للشمرانيّ (M7MD_SHAMRABI@) على ما يُعتقد كان قد نشر محتوًى تتردّد فيه أصداء تنظيم القاعدة، وينتقد الولايات المتّحدة الأمريكيّة وإسرائيل ويمدح مؤسّس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. واتّهم الشمرانيّ الولايات المتّحدة الأمريكيّة بالقيام بعمليّاتٍ إجراميّةٍ ضدّ المسلمين، ونشر محتوًى مرتبطًا بالقاعدة في شبه الجزيرة العربيّة وبأحد كبار المروّجين لهذا التنظيم، أنور العولقي المتوفّى الآن. وتضمّن حساب المعتدي أيضًا بعضًا من المنشورات المرتبطة بتنظيم القاعدة مباشرةً ومن ضمنها منشوراتٌ تعبّر عن السخط حيال حضور القوّات العسكريّة الأمريكيّة في المملكة العربيّة السعوديّة وحيال الدعم الأمريكيّ لإسرائيل.
وبالرغم من أنّ الرياض تزعم محاربتها للتشدّد في بلادها إلّا أنّ أكثر من 3000 مقاتلٍ سعوديٍّ قد اتّجهوا نحو العراق وسوريا للانضمام إلى ما يُسمّى بتنظيم داعش ومجموعاتٍ إرهابيّةٍ أخرى. ولا يزال من غير الواضح حتّى الآن حجم الدعم الّذي تحظى به التنظيمات الإرهابيّة كالقاعدة داخل القوّات العسكريّة السعوديّة. وتبقى المملكة العربيّة السعوديّة أحد أكبر مُصدّري الفكر الوهّابي والتطرّف الدينيّ نحو العالم بالرغم من أنّ المملكة تحاول إظهار نفسها بحلّةٍ جديدةٍ أقلّ رجعيّةً عبر استضافة حفلات روك والتخفّف من القيود الاجتماعيّة. إلّا أّنه وحتّى الأسبوع الماضي أفادت التقارير بأنّ وزارة الخارجيّة الأمريكيّة رفضت مشروعًا يقضي بتدريب رئاسة الاستخبارات العامّة (كما تعرف المخابرات السعوديّة) بسبب استمرار الرياض في حملة قمع المعارضين حول العالم وحملة اعتقال الناشطين في مجال حقوق الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أنّ أغلبيّة الهجمات الإرهابيّة على الأراضي الأمريكيّة المستمدّة من الأيديولوجيّة السلفيّة الجهادية كانت ترتبط مؤخّرًا بتنظيم داعش وليس بتنظيم القاعدة، الأمر الّذي يجعل الاعتداء الّذي قام به الشمرانيّ مثيرًا للاهتمام بشكلٍ كبيرٍ. وفي حين لا يزال داعش يحاول التعافي من خسارته للخلافة المزعومة، قد يسعى تنظيم القاعدة إلى استغلال اللحظة بإظهار نفسه منظمّةً قادرةً على منافسة داعش في الاستقطاب والمكانة.