أوّل الكلام آخره:
- تنضم إلى تنظيم كيو، وهو في الأصل تنظيم أمريكي يميني متطرف يروّج لنظريات المؤامرة، أعداد متزايدة من المؤيدين الأجانب.
- يعود توسع نطاق تنظيم كيو إلى عدة عوامل أهمها الاستخدام الذكي لوسائل التواصل الاجتماعي، وانتشار المعلومات المضللة عن وباء كورونا، وارتكاب شركات التكنولوجيا أخطاء حرجة.
- تأخرت إجراءات وسائل التواصل الاجتماعي الأخيرة الموجهة إلى تنظيم كيو كثيرا فعجزت عن الحد كما يجب من انتشار نظريات المؤامرة العجيبة والخطيرة.
- قد يؤدي العدد المتزايد من مرشحي تنظيم كيو الذين يخوضون الانتخابات إلى تطبيع نظريات المؤامرة بشكل أكبر، كما أنه سيعقّد جهود شركات التكنولوجيا للحد من السلوكيات الضارة على الإنترنت.
لا يزال تنظيم كيو، التنظيم اليميني المتطرف الذي يتبنى بعضا من نظريات المؤامرة التي تربط بين أشخاص من النخب الثرية والاستغلال الجنسي للأطفال، ينسج أساطيره التي تدغدغ مشاعر الناس وتثيرهم وتفقدهم حسهم النقدي. وقد شن أتباع كيو الأوفياء هجمات ضد من رأوهم أعداء، وهذا جذب انتباه مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي أشار إلى المتطرفين من أتباع تنظيم كيو بوصفهم تهديدا إرهابيا محليا محتملا. وقد ازداد قلق العديد من محللي الأمن القومي من أن يستمر هذا التهديد في الفترة التي تسبق انتخابات تشرين الثاني / نوفمبر 2020، وأن يتجلى على هيئة عنفية. ومنذ أول حضور لـتنظيم كيو في أكتوبر / تشرين الأول 2017 في الفضاء الافتراضي، وهو يوسّع نطاقه الذي كان في البداية هامشيا منعزلا ومحصورا في خبايا شبكة الإنترنت. ومع الوقت انضم أتباع جدد، ونفذ بعضهم أعمالا إرهابية، ونجح في جعل سردياته العجيبة أمرا مقبولا في بعض الدوائر مع بدء السياسيين في نشر نظريات المؤامرة في خطابات حملاتهم الانتخابية. وفي الوقت نفسه، بدأ تنظيم كيو بالتوسع خارج البلاد. إن التعامل مع تنظيم كيو باستخفاف، وانتشار الانترنت في كل مكان، سمحا معا لتنظيم كيو بالانتشار.
وقد انتشرت نظريات المؤامرة لتنظيم كيو على منصات التواصل الاجتماعي الرئيسة. وكثيرا ما تروج بعض المجموعات الخاصة والعامة الفاعلة على منصة فيسبوك وكذلك بعض الشخصيات المؤثرة لمجموعة من نظريات المؤامرة المترابطة فيما بينها، وإن بدت متناقضة في كثير من الأحيان. وفي فترة وباء كورونا، جذبت رسائل تنظيم كيو العديد من المتابعين الجدد. وعندما انتشر الفيلم الوثائقي «الجائحة المخططة» في أيار / مايو على موقع يوتيوب وشارك في رفعه الآلاف من مستخدمي فيسبوك وغيرهم من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، كان للمتعاطفين مع تنظيم كيو دور أساسي في نشر نظريات الفيلم الوثائقي. كما تمكن المتعصبون من نقل رسائلهم عبر منصة تويتر وتطبيق تيك توك بشكل فعال من خلال استخدام «الهاشتاغ» والأساليب الخطابية التي كانت بمثابة الطعم خاصة بالنسبة للجيل الأصغر سنا الذين يعتمدون على وسائل الإعلام الاجتماعية لمتابعة الأخبار بدلا من الصحف التي يعدونها مصدرا تقليديا للأخبار. فعلى سبيل المثال، عادت نظرية مؤامرة «بيتزاغيت» لعام 2016، للتداول مرة أخرى على تطبيق تيك توك، ويرجع ذلك جزئيا إلى تضخيم أتباع تنظيم كيو للرسالة. ويعود انتشار رسائل كيو، والموجة الثانية من نظريات «بيتزاغيت» جزئيا إلى اعتماد بعض شركات التكنولوجيا بشكل مفرط على أنظمة التوصية الآلية التي تسهل التطرف في بعض الحالات. ومع بعض الاستثناءات، لم تكن شركات وادي السيليكون سريعة في اتخاذ تدابير مناسبة للحد من انتشار نبوءات تنظيم كيو الزائفة. وكان موقع ريديتفي صدارة المواقع التي عملت على الحد من توسع تنظيم كيو وذلك عندما بدأ الموقع بإزالة المحتوى المتعلق بتنظيم كيو عام 2018، على عكس الشركات الأخرى التي لم تستجب فورا. وفي تموز / يوليو 2020، أزالت منصة تويتر 7000 حساب تابع للتنظيم وأخفت 150,000 حساب آخر عن بحث الاتجاهات العامة وسائر عمليات البحث. كما حظر تطبيق تيك توك مؤخرا الهاشتاغ المتعلق بـالتنظيم وأعلنت منصة فيسبوك أنها ستتبع مبادرة تويتر وستتخذ إجراءات إضافية ضد مستخدمي تنظيم كيو. وبدأت منصة يوتيوب العمل على تكريس مربع السياق أسفل مقاطع فيديو التنظيم وربطتها بصفحة ويكيبيديا تضم معلومات توضح أنه تنظيم يميني متطرف مروّج لنظريات المؤامرة.
وفي حين أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها شركات التكنولوجيا ضد تنظيم كيو تعد أمرا جديرا بالاهتمام، إلا أن الإجراءات المتخذة بين فحص الحقائق، وإزالة المحتوى، وحذف الحسابات أتت متأخرة جدا لوقف مسار تطبيع «نظريات» تنظيم كيو التي لا أساس لها. وفي تموز / يوليو، وثّقت «فايس نيوز» نطاق الانتشار، بتقريرها عن مهرجان لتنظيم كيو في فنلندا تابعته جحافل من المتابعين من مجموعة مختارة من بلدان كالمملكة المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا ودول أبعد كإيران واليابان وروسيا. وقد كثرت أصداء تنظيم كيو في الخارج عام 2020 بشكل كبير بسبب وباء كورونا الذي حبس الجمهور في المنازل مع الانترنت سبيلا وحيدا للتواصل مع العالم الخارجي. ولقد بات تنظيم كيو بمثابة طائفة دينية، على نحو قد يروق للعاجزين عن الحصول على إجابات عن أسئلة تسيطر عليهم. إن نظريات تنظيم كيو التي يروج لها منظرو تنظيم كيو الذين يزعمون أن أنصار العولمة هم المسؤولون عن الأعمال الشريرة، سواء أكانت إساءة معاملة الأطفال أو ونشر وباء كورونا عمدا، تقدم تفسيرا بسيطا لكل ما هو معقد ولا يمكن تفسيره في كثير من الأحيان.
وفيما بدأ تنظيم كيو بدأ يتخذ شكلا معولما، يزيد احتمال أن يتبوأ أتباع كيو في الولايات المتحدة بعض المناصب السياسية المنتخبة، وسيكون هذا مؤشرا هاما على تقبل الجمهور لسرديات التنظيم العجيبة. ووفقا لأليكس كابلان من ميديا ماترس، فحتى تاريخ 30 تموز / يوليو، قدم 69 مرشحا حاليا أو سابقا في الكونغرس الأميركي دعمهم (أو مباركتهم) لـتنظيم كيو. ومن غير الواضح ما إذا كان بإمكان أي فرد مرتبط بـتنظيم كيو الفوز في تشرين الثاني / نوفمبر، لكن النفوذ السياسي المتزايد للتنظيم قد يعقد الجهود الرامية إلى تعطيل مسار الحركة، لا سيما بالنسبة لشركات وسائل التواصل الاجتماعي التي كانت، لأسباب وجيهة كثيرة، متحفظة على كبح جماح السياسيين المنتخبين على الإنترنت. وأخيرا، فإن الرئيس ترامب قد أعاد مع ولديه إريك ودونالد نشر تغريدات أتباع تنظيم كيو أو الميمات الخاصة بهم أكثر من 100 مرة. وبذلك، سهلت عائلة ترامب، سواء عن قصد أو عن غير قصد، جعل نظريات هذا التنظيم أمرا اعتياديا مقبولا للتداول.