أوّل الكلام آخره:
- احتجز شاب يبلغ من العمر 21 عاما يوم الثلاثاء بعد عمليات إطلاق للنار في ثلاثة مواقع منفصلة في أطلانطا أودت بحياة 8 أشخاص.
- يذكرنا ضحايا الهجوم (وهن من العاملات في صالونات التدليك) بهجوم حركة إنسيل (الرجال المتبتلين رغما عن أنفسهم) في تورنتو في شباط / فبراير 2020 الذي خلف قتيلا وجريحين.
- ادعت الشرطة أن المسلح نفى أن هجومه يحمل دوافع عنصرية، ولكن لا يمكن استبعاد هذا الدافع الذي نفاه المجرم والتحقيق في بدايته.
- عام 2020، ارتفعت جرائم الكراهية التي تستهدف الأمريكيين الآسيويين في جميع أنحاء الولايات المتحدة، خاصة في لوس أنجلوس ومدينة نيويورك.
مساء الثلاثاء، احتجز شاب يبلغ من العمر 21 عاما بعد إطلاقه النار وقتل ثماني نساء في ثلاثة مواقع مختلفة في أطلانطا، في ولاية جورجيا. ومن الجدير ذكره أن ستًّا من الضحايا كنّ آسيويات، مما أثار تكهنات في وقت مبكر بأن التمييز والعنف ضد الآسيويين، لصلتهم المزعومة بأصول وباء كورونا، قد يكونان القوة الدافعة وراء الهجوم. وبرزت مخاوف من أن الحافز لمثل هذه الهجمات، جزئيا على الأقل، هو إصرار الرئيس السابق ترامب على وصف الكورونا بأنه «الفيروس الصيني» أو «إنفلونزا الكونغ». وبعد المؤتمر الصحفي الذي عقد صباح الأربعاء، رجحت الشرطة أن دوافع المهاجم، بحسب اعترافاته، كانت مرتبطة بإدمان جنسي، وأنه يعتقد أنه يستطيع القضاء على عوامل الإغراء بقتل العاملات في صالونات التدليك التي يتردد إليها. ومع ذلك، فإن دافعه، وما إذا كان له بعد أيديولوجي، لا يزال موضوع تحقيق مستمر، ومن المحتمل أن تكون جرائمه وليدة دوافع مختلفة في آن معا. وعند القبض على المعتدي، زعم أنه كان في طريقه إلى فلوريدا حيث كان يخطط لتنفيذ المزيد من أعمال العنف، من المحتمل أن بعضها كان سيوجه ضد شركة مرتبطة بصناعة الأفلام والصور الإباحية. إن تشخيص المحفزات والدوافع الأيديولوجية من المرجح أن يثير النقاش حول ما إذا كانت تدور حول أهداف اجتماعية أو سياسية يجب تحقيقها من خلال استخدام العنف، وحول ما إذا كانت تشكل بناء على هذا نوعا من «الإرهاب».
وقد لاحظ بعض المراقبين أن الهدف في هذا الهجوم، أي صالونات التدليك، يذكرنا بهجوم في تورونتو في شباط / فبراير 2020، حيث طعن مراهق كندي ثلاثة أشخاص بمنجل، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين. واتهم المعتدي بـ«جريمة قتل من الدرجة الأولى مرتبطة بنشاط إرهابي ومحاولة قتل مرتبطة بنشاط إرهابي». واعترف المهاجم بانتسابه إلى حركة إنسيل (الرجال المتبتلين رغما عن أنفسهم)، التي تشكل جزءا من ثقافة سامة على الإنترنت يشار إليها غالبا باسم «manosphere». وقد صنف بيان مشترك صادر عن دائرة شرطة تورونتو وشرطة الخيالة الملكية الكندية الهجوم على أنه «تطرف عنيف يحمل دوافع أيديولوجية». وتعد الذكورية المفرطةوكراهية النسوية من المواضيع الشعبية الشائعة بين المتطرفين اليمينيين، بما في ذلك بين جماعات العنصريين البيض. وترك أندرس بريفيك، المتطرف اليميني الذي قتل 77 شخصا، معظمهم من الأطفال، في هجوم 2011 في النرويج، بيانا عنصريا يحمل معتقدات معادية للنسوية. وفي شباط / فبراير 2020، قام فرد في هاناو، في ألمانيا بإطلاق النار على تسعة أشخاص وقتلهم في مقهيين للنرجيلة، وقد تخلل بيانه معزوفة من المعتقدات المعادية للمهاجرين ونظريات المؤامرة والأفكار الذكورية.
وزعم مسؤولو الشرطة، بمن فيهم المشاركون في التحقيق في الهجمات في أطلانطا في جورجيا، أن المسلح نفى أن الهجوم يحمل دوافع عرقية. ومع ذلك، لاحظ هؤلاء المسؤولون أنفسهم أنه نظرا لأن التحقيق لا يزال في مراحله الأولى، فلا يمكن استبعاد الدافع العنصري تماما حتى تتعمق السلطات أكثر في القضية. وقد يكون هذا دافعا من مجموعة دوافع أخرى. وقد غرد النائب الديمقراطي تيد ليو بأن «جرائم القتل هذه حدثت في وقت ازداد فيه العنف المناهض للآسيويين. وينبغي لجميع المسؤولين القيام بدورهم لإدانة العنف وعدم تأجيج المزيد من التمييز». وكان هاشتاغ #AsianLivesMatter (حياة الآسيويين معتبرة) من بين الأكثر تداولا على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ كان يستخدم للتعبير عن التعازي والتضامن، كما استخدمه آخرون لمشاركة قصصهم الخاصة بالتمييز أو المضايقة. وحتى لو قررت الشرطة عند الانتهاء من التحقيق أن العداء للآسيويين لم يكن بين الدوافع، فإن القضية نفسها لا تزال ذات أهمية قصوى، ويتعين على الولايات المتحدة القيام بالكثير لحماية المجتمعات الآسيوية والآسيوية الأمريكية من أعمال التحرش والعنف.
وتناول الرئيس بايدن الأسبوع الماضي في حديثه قضية الهجمات والمضايقات ضد الأمريكيين الآسيويين والتجريح بهم مشيرا إلى الارتفاع الكبير في جرائم الكراهية ضدهم، وتابع قائلا: «هذه الأفعال خاطئة وغير أمريكية، ويجب أن تتوقف». وارتفعت جرائم الكراهية التي تستهدف الأمريكيين الآسيويين بنسبة 150 % تقريبا عام 2020، حيث شهدت المدن الكبرى مثل لوس أنجلوس ومدينة نيويورك زيادات كبيرة. ومنذ بدء الوباء، أبلغ الأمريكيون الآسيويون عن أكثر من 3,800 «حادث مرتبط بالكراهية» في الولايات الخمسين للبلاد، وفقا لتقرير صادر عن منظمة Stop AAPI، وهي منظمة غير ربحية «تتعقب حوادث الكراهية والعنف والتحرش والتمييز ونبذ الأمريكيين الآسيويين والقادمين من جزر المحيط الهادئ في الولايات المتحدة وتتصدى لها». وبغض النظر عن الدافع الأصلي لمرتكب الجريمة، فقد احتفلت جماعات العنصريين البيض بالفعل بالهجمات عبر الإنترنت من خلال الميمات المروعة على أنهم حذروا أيضا من أن هذه قد تكون عملية كاذبة لتعزيز القيود الحكومية. ولقد أثبتت الجماعات الإرهابية والجماعات المتطرفة العنيفة منذ فترة طويلة قدرتها على استغلال المظالم والصراعات، والتلاعب بها لنشر الدعاية والاستقطاب والتجنيد.