أوّل الكلام آخره:
- اكتسب هاشتاغ جديد يروج لسرديات تنظيم كيو رواجا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي التقليدية وكذلك على تطبيقات الدردشة المشفرة.
- تصف «العملية 1009» نفسها بأنها «جيش الرب» لإنقاذ الأطفال، وتشجع مشاركة «المحاربين الرقميين على الأرض».
- إن نظريات المؤامرات المتداولة في منتديات «العملية 1009» تظهر استمرارية سرديات تنظيم كيو، فضلا عن الجهود التي يبذلها الأتباع للتهرب من إجراءات الحظر.
- تسلط «العملية 1009» الضوء على صعوبة القضاء على المحتوى المتطرف في منصات وسائل الإعلام الاجتماعية.
يكتسب الهاشتاغ الجديد الذي يروج لسرديات تنظيم كيو، ومعلوماته المضللة، ونظريات المؤامرة التي يتبناها خاصة حول الاتجار الجنسي بالأطفال، رواجا على كل من منصات وسائل التواصل الاجتماعي التقليدية وتطبيقات الدردشة المشفرة، مما يكشف عن استمرارية نظريات المؤامرات المرتبطة باليمين المتطرف. وقد ظهرت «العملية 1009، إنهاء الاتجار بالبشر» من خلال مجموعة على الفيسبوك في 3 كانون الثاني / يناير 2021، لكنها غيرت اسمها في 3 نيسان / أبريل. وفي 12 آذار / مارس 2021، أنشئت قناة على تطبيق الرسائل المشفرة تلغرام باستخدام الهاشتاغ، واحتوت أول مشاركة لها على وثائق المحكمة المزعومة التي حوكمت فيها غيسلين ماكسويل، المرتبطة بجيفري إبشتاين، بتهمة الاتجار بالأطفال واغتصاب القاصرين بعد استمالتهم، فضلا عن تورط المشاهير والشركات المتعددة الجنسيات في الجرائم الجنسية المتعلقة بالاتجار بالأطفال. إن الهاشتاغ المرتبط بـ«عملية 1009» موجود على تويتر منذ 12 آذار / مارس 2021 على الأقل، والمشاركات المشتركة في منتديات الانترنت التي تستخدم الهاشتاغ تروج نظريات المؤامرة الخاصة بتنظيم كيو، وتستخدم عددا من الهاشتاغات الأخرى لتنظيم كيو، مثل #WWG1WGA و #SaveOurChildren.
وتصف «العملية 1009» نفسها بأنها «جيش الرب» لإنقاذ الأطفال، وتشجع مشاركة «المحاربين الرقميين على الأرض». ويؤكد تحليل المشاركات في مجموعات فيسبوك وعلى قنوات تلغرام أنه في حين أن العملية تهتم في المقام الأول بالمؤامرات والمعلومات المضللة التي تظهر تورط «العصابة» أو «النخبة العالمية» في الاتجار بالاطفال جنسيا والاعتداء عليهم، فإن سائر سرديات تنظيم كيو ونظرياته لها حظ وافر من المشاركة أيضا، ومن ذلك نشر المعلومات المضللة حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020، فضلا عن تمرد 6 كانون الثاني / يناير، وتلك المتعلقة باللقاح ونظريات المؤامرة المناهضة للمثليات والمثليين جنسيا ومزدوجي الميل الجنسي وأصحاب الهويات الجنسانية المختلفة. وفي الواقع، غالبا ما ترتكز هذه الروايات الأخرى على الرغبة في حماية الأطفال، وتناشد مشاعر النبل لدى المتابعين في دعوات صريحة لاتخاذ خطوات فعالة. وفضلا عن النشاط عبر الإنترنت، يبدو أن «العملية 1009» تقوم على بيع البضائع التي تحمل علامات تجارية والتخطيط للأحداث والاحتجاجات الخارجية، بما في ذلك مسيرة 17 حزيران / يونيو في أوكلاهوما سيتي التي ترحب بـ«جميع الوطنيين» من أجل «إنقاذ أطفالنا».
وبعد أشهر من ظهور «العملية» لأول مرة في كانون الثاني / يناير 2021، اكتسبت المزيد من الاهتمام عبر الإنترنت، مع مجموعة لها على فيسبوك تضم أكثر من 1,800 عضو، وقناة تلغرام يشترك فيها ما يقارب 3,000 مشترك. وتجدر الإشارة إلى أن حجم منتديات العملية على الإنترنت أقل بكثير من عدد الأعضاء في المجموعات التابعة لـتنظيم كيو على فيسبوك في العام الماضي، أو حجم قنوات تلغرام التي أنشئت بعد 6 كانون الثاني / يناير 2021 مباشرة، والتي يبلغ عدد المشاركين فيها عشرات الآلاف وأحيانا مئات الآلاف. ويشير تحليل وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن غالبية المحتوى عبر الإنترنت الذي يحتوي على الهاشتاغ يبدو متمركزا حول تطبيقات الدردشة المشفرة بدلا من منصات التواصل الاجتماعي التقليدية. وبين 12 آذار / مارس و 22 حزيران / يونيو 2021، استخدمت أكثر من 650 مشاركة على تلغرام #Operation1009 مقارنة بـ 57 مشاركة فقط على تويتر خلال نفس المدة الزمنية. وهذا مثال آخر يوضح أن كثيرا من مؤيدي نظريات المؤامرة، بما في ذلك نظريات تنظيم كيو، اعتمدوا منصات أقل تنظيما (وخضوعا لإجراءات الحظر) بعد حملات الاستنكار الواسعة النطاق التي جرت بعد 6 كانون الثاني / يناير. ومع ذلك، فإن نظريات المؤامرة المنتشرة في منتديات «العملية 1009»، فضلا عن الاحتجاجات المخطط لها، تسلط الضوء على استمرارية سرديات تنظيم كيو، والجهود التي يبذلها الأتباع للتهرب من إجراءات حظرهم في ظل استمرارهم في الترويج لسرديات الحركة.
وتوضح «العملية 1009» صعوبة القضاء على المحتوى المتطرف في منصات وسائل التواصل الاجتماعي، سواء منها المنصات التقليدية أو تلك المشفرة. ويأتي ذلك في أعقاب تقرير علني عن تنظيم كيو صدر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي في حزيران / يونيو، وحذر من أن الأحداث الأخيرة قد تحفز بعض مؤيدي التطرف المحلي العنيف من أتباع تنظيم كيو للانخراط في «العنف في العالم الحقيقي». وفي الوقت نفسه، أكد كل من التقرير ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي أن مكتب التحقيقات الفيدرالي لا يحقق في حركة تنظيم كيو نفسها، ما لم يرتبط أتباعها بجريمة فيدرالية. وقد أكد المدير راي من جديد أن حرية التعبير، بغض النظر عن مدى تفاهة الكلام المروّج له في بعض الحالات، محمية بموجب التعديل الأول للدستور. كما تسلط هذه «العملية» الضوء على الحاجة إلى التصدي للتهديد الناجم عن التطرف عبر الإنترنت في الاستراتيجية الوطنية لإدارة بايدن لمكافحة الإرهاب المحلي التي صدرت في وقت سابق من هذا الشهر. وأشارت الاستراتيجية إلى الحاجة إلى اتباع نهج مجتمعي كامل في مكافحة التطرف المحلي العنيف، ويشمل ذلك الحكومة الفيدرالية والحكومات المحلية التي ينبغي لها أن تعمل مع منصات وسائل التواصل الاجتماعي والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني.